كشفت إدارة تعليم جدة أخيراً معوقات مادية كبيرة أسهمت في تأخير تنفيذ مشروع تهيئة مدارس التعليم الثانوي لتطبيق نظام المقررات الحديث بها، مشيرةً إلى أن هذه المعضلة تعتبر أبرز المعوقات التي تعترض التسريع في تنفيذ المشروع والوصول به إلى أفضل المستويات. وأوضحت رئيس شعبة البرامج للمشاريع التربوية في إدارة التخطيط والتطوير بإدارة التربية والتعليم في جدة ومدربة مشروع تطوير الرياضيات والعلوم وفاء جنبي ل «الحياة» أن أبرز المعوقات التي تعترض طريق تنفيذ برنامج التطوير الثانوي هو البطء في تحريك الأمور المادية التي تلزم لتنفيذ البرنامج، موضحةً أن وزارة التربية والتعليم حددت موازنةً معينة لتطبيق تلك البرامج، لكنها لا تتحرك بالسرعة التي يريدها القائمون على البرنامج. ولفتت إلى أن أبرز المعايير المأخوذة في تطبيق نظام الساعات الشامل ( نظام المقررات الحديث) مدى أهلية البيئة الصفية داخل المدارس المراد تطبيق البرنامج بها، إضافةً إلى الأمور المكانية التي تؤخذ في الحسبان والاستقرار الإداري والآمن للهيئة الإدارية الخاصة بالمدارس، مؤكدةً أن غالبية التقارير الواردة إلى الوزارة تشير إلى أن النظام مناسب جداً للتطبيق خلال الفترة المقبلة. وأكدت أن هناك لجنةً مشكلة من التربية والتعليم تعمل على النزول إلى المدارس المعينة، وتشاهد التجهيزات الخاصة بها، ومن ثم تعمل على ترشيح من يستحق الترشح منها وفقاً للأنظمة والمعايير المسجلة لدى الوزارة، مشيرةً إلى أن هناك أكثر من مدرسةٍ جاذبة تتبع لتعليم جدة نجحت في الترشح عن البرنامج الحديث، ووصلت إلى تنفيذه وفق تلك المعايير والأسس. وقالت: «إن 28 مدرسة من مدارس جدة نجحت في تنفيذ البرنامج حتى الآن، منها 12 مدرسة حكومية، و18 مدرسة أهلية»، مضيفةً أن مدرستين أخريين ربما تلتحقان بالمدارس المنفذة خلال العام الدراسي المقبل، ومشددةً على أن الفئة المستهدفة من المدارس حالياً هي المدارس الجديدة، وهي تلك المدارس الثانوية العادية التي تطبق النظام الثانوي المعتاد ويراد بها الانتقال إلى تطبيق البرنامج المطور. وأوضحت أن التجربة بدأت قبل سبع سنوات بعددٍ محدود من مدارس البنات، ثم توقف العمل بها، ليشهد خلال فترة التوقف درساً مستفيضاً آخر من قبل جهاتٍ غير رسمية أكدت أن البرنامج مناسب للتطبيق في مدارس المملكة، ليعود قبل عامين من الآن للعمل على أن يتم ترشيح المدارس وفق معايير وضوابط محددة وذات تكامل معرفي وتعليمي واضح. من جانبه، أكد المدير العام للتربية والتعليم في جدة عبدالله الثقفي أن لقاء قريباً سيعقد في جدة لدعم تطبيق نظام المقررات في المرحلة الثانوية، ليشمل مجموعة جديدة من المدارس، ويهدف إلى نشر ثقافة النظام والتأكد من جاهزية العاملين في المدارس للتطبيق الصحيح من بداية العام الدراسي المقبل. ولفت إلى أن اللقاء يستهدف منسقي ومنسقات ومديري ومديرات ووكلاء ووكيلات التسجيل في مدارس التوسع، ويستمر لثلاثة أيام بمشاركة نخبة تضم أكثر من 400 تربوياً وتربوية من مختلف مناطق ومحافظات المملكة. وأشار إلى أن اللقاء سيقدم عدداً من الدورات والندوات وورش العمل لتسليط الضوء على البرنامج وكشف جوانبه وكيفية تطبيقه والتعامل معه والتعريف به ونقل خبرات العاملين فيه بمشاركة مسؤولي التربية والمشرفين والمشرفات التربويين والمعلمين والمعلمات. يشار إلى أن وزارة التربية والتعليم أقرت تطبيق نظام المقررات المطور في التعليم الثانوي، شمل في مرحلته الأولى عدداً من المدارس. ويعتبر النظام أحد أهم المشاريع التطويرية في وزارة التربية والتعليم، والذي يهدف إلى خلق بيئة تعليمية أكثر جذباً ومرونة.