كشف أمين الأحساء المهندس عادل الملحم عن إنجاز 80 في المئة من مشروع سوق الحرف اليدوية، مؤكداً تواصل الأعمال لاتمام المشروع، الذي يأتي تعزيزاً لأهداف الأمانة في المحافظة على التراث والحرف اليدوية، وامتداداً لانضمام الاحساء إلى شبكة المدن الإبداعية بمنظمة «يونيسكو» العالمية في المجال الإبداعي الخاص بالحرف اليدوية والفنون الشعبية. وقال الملحم خلال تفقده أمس مراحل انشاء السوق إن مشروع سوق الحرف اليدوية يدعم مسار منظومة المرافق الخاصة في المنطقة التاريخية بوسط مدينة الهفوف، وتشكل هذه السوق أهمية تاريخية وتراثية كونها ستضم أكبر عدد من الحرفيين في الأحساء، الذين يزداد لون أعمالهم حالياً في مواقع مختلفة من المنطقة، ما سيكون له أكبر الأثر في دعم الصناعات الحرفية وتأمين البيئة المناسبة للحرفيين وتسويق أعمالهم وإبرازها بالشكل الذي يليق بحجم تلك الأعمال المميزة والفريدة من نوعها. وأكد أن السوق ستسهم في دعم المردود الاقتصادي والسياحي للصناعات الحرفية واستدامتها ونقلها إلى الأجيال المقبلة، وهذا أحد أهم العناصر التي توصي بها منظمة «يونيسكو»، وكذلك الأمر الذي من شأنه دعم ملف ترشيح الأحساء في تسجيل وسط الهفوف التاريخي في لائحة التراث العمراني العالمي. وأضاف الملحم إن السوق تقع على مساحة تزيد على 12 ألف متر مربع، وتضم 215 موقفاً للمركبات، كما أن تصميمها يحوي عناصر مستمدة من العمارة الأحسائية التي تم توظيفها بشكل متناغم، إذ تنقسم السوق إلى جزأين؛ يتكون الأول من 86 محلاً مخصصة للحرف ذات النشاط الذاتي، والتي لا تحتاج إلى استخدام الماء فيها، وترتبط هذه المحال بممرات مسقوفة بأخشاب الدنجل والحصير، وكذلك وجود نوافذ تسمح بدخول الضوء الطبيعي وتهوية السوق. أما الجزء الثاني من السوق فيتكون من 26 محلاً، بمساحات أكبر، وستخصص للحرف التي يتم فيها استخدام الماء، لافتاً إلى أن وسط السوق به فناء مفتوح مشابه للأفنية بالبيوت التقليدية، وحوله رواقات بأقواس ترتكز على أعمدة رباعية، ويضم الفناء قهوة شعبية ومخبز تنور تقليدي، وفي الجزء الشمالي الغربي من السوق توجد ساحة للفعاليات محاطة برواق دائري ستكون منصة لانطلاق المهرجانات الشعبية واقامة الفعاليات، بما يتناسب مع حجم وأهمية الحرف والفنون الشعبية الاحسائية، ومن المنتظر أن تمثل هذه السوق أهمية بالغة لأنها ستُمثل معلماً معمارياً ومقصداً سياحياً مهماً في المنطقة.