ألقى كلمة وفد قبائل منطقة مكةالمكرمة نيابة عنهم شيخ قبيلة القوازية بمحافظة القنفذة عبده بن محمد القوزي أعرب في بدايتها باسمه واسم مشايخ وقبائل منطقة مكةالمكرمة عن الشكر لله سبحانه وتعالى الذي منّ على خادم الحرمين الشريفين بالشفاء وأسبغ عليه نعمائه وأيده بنصره وأعزه بجنده، وقال: «أسال الله أن يديمكم لهذا الشعب العظيم الوفي الذي بادلكم حباً ووفاء بوفاء حتى أصبحت أفئدة أبنائه معلقة بطائر الخير الذي أقلكم لمشفاكم وبالأيدي التي سخرها الرحمن لتحمل أسباب شفائكم وألسنتهم تلازم الدعاء آناء الليل وأطراف النهار أملاً في شفاء المنان والآذان تتابع الأثير تتسقط خبراً يبعث السكينة في الوجدان، والأحداق تترقب طلعة المحيا الذي تقر به وتأنس، وكانت بشائر الشفاء كسحائب الوسم الذي تتشوف إليه أفئدة وأبصار إنسان هذه الربوع بعد أيام وليال هي في الحساب دهور». وأوضح «أن فترة غيابكم يا خادم الحرمين الشريفين لو صورت في علاقة الحاكم بالمحكوم لكانت أسطورة حقيقة للحب على مر الأزمان أبدعتها تلك العلاقة الحميمة لكم بشعبكم المحب لمليكه، وإن من لا يعرف هذه البلاد وأخلاق وشيم أهلها وعلاقتهم بملوكهم منذ المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وأبناؤه سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله وأنزل عليهم شآبيب رحمته لا يستطيع أن يدرك هذه الصورة ولن يدرك ذلك الموقف من هذا الشعب النبيل عندما وقف وقفة الوفاء أمام دعاة الضلال، ووقف مع دعوات الرحيل التي تردد فيما حولنا مردداً: «أسكن في الأحداق والقلوب». وأضاف: «أننا نؤمن أن البيت السعودي بيت دعوة دينية وسياسية ودثار وحدة أمة سعودية وإن ما اضطلع به قادته من أجل ترسيخ أركان هذه الدولة على هذه الأرض الطيبة وما بذلوه من الأنفس والنفيس وما ضربوا به المثل في علاقة الحاكم بالمحكوم ووطنوا أنفسهم على خدمة شعبهم مقرنين القول بالعمل حتى سطر ذلك القلم اليعربي (إن الحكام السعوديين أسياد الكلمة ما لم يقولوها فإذا قالوها أصبحوا عبيداً لها) ولهذا وثق بكم شعبكم يا سيدي». وتابع يقول: «خادم الحرمين الشريفين يقول أحد الحكماء (ليس العظيم هو الذي يجعل سائر الناس يشعرون بضآلتهم ولكن العظيم حقاً هو الذي يجعل كل إنسان يشعر بأنه عظيم) وشعب المملكة العربية السعودية استشعر عظمة المؤسس العظيم وأبناءه ليقف اليوم بين شعوب الأمم عالي الهمة، مؤمناً بربه، معتزاً بدينه، فخوراً بولاة أمره واثقاً بمستقبله، فقد تحقق لهذه البلاد بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة لكم يا خادم الحرمين الشريفين ولولي العهد الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود والأمير نايف بن عبدالعزيز، تحقق ما لم يتحقق لبلاد تمتلك إلى جانب ثروة النفط ثروات الأرض التي كفتها المجاعات على مر الأزمان ودخلت حضارة العصر قبلنا بأزمان وانطلقت بلادنا من الثالوث البغيض إلى مجموعة العشرين الأولى في العالم في وقت وجيز في عمر الأمم بفضل الله ثم بفضل الريادة في القيادة والحكم الرشيد وليس غريباً أن ينطلق أبناء هذا الوطن من مرحلة كانوا فيها بداة رعاة إلى المراكز المتقدمة في براءات الاختراع ومعارج التقنية الحديثة ولتصبح بلادنا نمراً صناعياً رغم الحاسدين وتلك هي ثمرة من ثمار الأعوام الستة التي كانت منها عطاءاتكم لأبناء وطنكم أشبه بالأعياد في مسيرة التنمية لهذه البلاد المباركة ونحن نهنئ أنفسنا، متمنين لكم العمر المديد والعطاء السديد».