أطلقت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن أربعة كراسي بحثية جديدة، اثنين بتمويل داخلي من الجامعة، وهما: كرسي أبحاث أمراض القلب والشرايين لدى النساء، وكرسي أبحاث كلية العلوم للمحافظة على البيئة من التلوث، واثنين بتمويل خارجي من القطاع الخاص، وهما: كرسي أبحاث أدب الطفل، والذي يموله المركز السعودي البريطاني للتعليم والتطوير من طريق شراكة معرفية، وكرسي الشيخ محمد بن راشد آل زنان لأبحاث العمل التطوعي. وأكدت كلية الدراسات العليا والبحث العلمي الدكتورة هدى الوهيبي أن إطلاق الكراسي البحثية الجديدة يأتي ضمن سعي الجامعة الحثيث لدعم حركة البحث العلمي وتهيئة البيئة المحفزة للبحث والإبداع لباحثات الجامعة، وتفعيل الشراكات في هذا الجانب مع القطاع الخاص، واستقطاب اهتمام الشركات والأفراد، لتوفير الموارد المالية اللازمة للأبحاث ذات الجانب التطبيقي والمساقات الجديدة التي تخدم المجتمع والاقتصاد القائم على المعرفة، مع الأخذ في الاعتبار استلهام التجارب العالمية في هذا المجال. بدوره، تحدث المدير العام للمركز السعودي البريطاني للتعليم والتطويرالدكتور عثمان بن علي المنيعي عن أهمية الشراكة المعرفية مع جامعة الأمير نورة بنت عبدالرحمن، موضحاً أن المركز السعودي البريطاني للتعليم والتطوير له إسهامات عدة في مواضيع الطفولة المتعلقة بالتعليم والتدريب على الجانب اللغوي وإثراء مكتبة الطفولة، من خلال المناهج الحصرية من دار النشر البريطانية Pearson longman، التي تم تكييفها لملائمة المبادئ الوطنية للمملكة العربية السعودية. وأشار المنيعي إلى أن المركز السعودي البريطاني للتعليم والتطوير يمتلك مشروعاً يُعنى بالطفل تم تأسيسه عام 2017 في العاصمة الرياض، ومشروعاً موازياً له في العاصمة الأردنية عمّان، وسيتم الإفصاح عن نتائج المشروعين والعوائد المعرفية المتوقعة لكرسي أبحاث أدب الطفل في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن. بدورها، أوضحت الأمينة العامة لمجلس كراسي البحث الدكتورة فوزية آل سيف أن اختيار المجلس لهذه المواضيع واعتمادها من بين المقترحات المقدمة جاء نتيجة لإجماع أعضاء المجلس على أهميتها وارتباطها الوثيق بالأولويات البحثية للجامعة، والتي تشكل فيها قضايا المرأة حجر الزاوية، كما جاء نتيجة وجود باحثات قديرات في الجامعة لهن باع طويلة وإنتاج علمي رصين في مجال الكراسي المعتمدة. وأكدت أستاذة كرسي أمراض القلب والشرايين لدى النساء المكلفة الدكتورة مها المحيسن أن الكرسي سيكون نواة حقيقية للعمل البحثي الجاد، في سبيل علاج هذه الأمراض والتوعية بأخطارها، والسعي إلى الحد منها باعتبارها المتسبب الأول في الوفيات بين النساء على مستوى العالم. وأشارت الأستاذة المرشحة لكرسي كلية العلوم للمحافظة على البيئة من التلوث خيرية القحطاني إلى أن اقتراح الكرسي جاء نتيجة للحاجة الماسة إلى أبحاث ذات صدقية عالية تركز على الملوثات الموجودة في البيئة والمنتجات اليومية المتداولة، وبخاصة ما يتعلق منها بالمرأة والطفل، إضافة إلى القيام بالتوعية الضرورية في هذا الجانب وعمل الشراكات اللازمة المحلية والعالمية لإنجاح عمل الكرسي. من جانبها، أشارت أستاذ كرسي أبحاث أدب الطفل المكلف الدكتورة هيلة الخلف، إلى أن كرسي أبحاث أدب الطفل جاء لتعزيز ومعالجة عدد من المواضيع، أهمها الجانب المعرفي واللغوي لدى الأطفال في المملكة، ويمكن المراهنة على أن المجتمعات تأتي نهضتها من خلال أطفالها، مضيفة أن الكرسي سيُعنى بأبحاث أدب الطفل، لكنه لن يقتصر على الجانب البحثي فقط، فهناك ثمانية مشاريع هي عبارة عن منتجات معرفية يكون الطفل وأسرته المستهدف الأول والمستفيد منها، وسيقوم الكرسي على تنفيذ مشاريع عدة خلال عامه الأول، أهمها نشر الأبحاث في أوعية بحثية عالية المستوى، وتنفيذ شراكات مع الجهات ذات العلاقة لتوسيع نطاق عمل مثل المكتبات العامة والخاصة والمراكز المتخصصة بالطفل والجمعيات، التي قدمت إسهامات مجتمعية لمجتمع الطفولة. كما سيقدم الكرسي عدداً من البرامج التدريبية وورش عمل متخصصة في مجالات الكتابة الإبداعية ورسوم الأطفال والتطبيقات الذكية والقراءة الجهرية، وسيعمل كرسي أبحاث أدب الطفل على تأليف 10 كتب وترجمة 10 كتب لإثراء مكتبة الطفل في المملكة والعالم العربي، وتنتهي مشاريع الكرسي في عامه الأول بمؤتمر دولي يستعرض أوراق عمل وفعاليات متخصصة في الطفولة. من جهتها، ذكرت أستاذة كرسي الشيخ محمد بن راشد آل زنان لأبحاث العمل التطوعي الدكتورة سارة الخمشي أن الكرسي سيسعى إلى مواكبة رؤية المملكة 2030 والإسهام في تحقيق أحد أهدافها، وهو وصول عدد المتطوعين في المملكة العربية السعودية إلى مليون متطوع سنوياً، وذلك من طريق غرس ثقافة التطوع وتشجيع المتطوعين، وإجراء الدراسات الميدانية والنظرية المتعمقة للتطوع في المملكة العربية السعودية كماً وكيفاً، بهدف تطوير أساليب وإجراءات العمل التطوعي، وصولاً إلى تحقيق الجودة الشاملة في هذا المجال، إضافة إلى المشاركة في دعم فاعلية وكفاءة المنظمات الداعمة للتطوع محلياً وعالمياً. يذكر أن لجامعة الأميرة نورة عدداً من الإسهامات في دعم البحث العلمي والمشاريع النوعية، التي تخدم فئات منوعة ومتخصصة في الوقت نفسه، ويأتي إطلاق أربعة كراسي بحثية اليوم بمثابة دليل على هذا الاهتمام، الذي توليه الجامعة للبحث العلمي، وتوظيف مخرجاته لخدمة البلاد.