على رغم صعاب الحياة اليومية المتصاعدة التي تملأ تفاصيل حياتهم، لم يتخلف اليمنيون كثيراً عن حالة الولع المنتشرة في العالم بالأغنية الشهيرة «Happy» للمغني الأميركي فاريل وليامز، والتي بلغت أرقاماً قياسية على «يوتيوب» من حيث عدد المشاهدات التي تجاوزت 260 مليون مشاهدة. النسخة اليمنية من «Happy» تأتي في ظل ظروف سياسية واقتصادية وأمنية صعبة، غير أن كل الصعاب لم تمنع عدداً من الشباب والشابات من توجيه رسالة بأن لا شيء قادر على قهر حبهم للحياة ورغبتهم في السعادة والانطلاق نحو المستقبل. تصدرت السعودية، قائمة المشاهدات للنسخة اليمنية على «يوتيوب»، تلاها اليمن فالولايات المتحدة والإمارات على التوالي. فيما شارف عدد المشاهدات النصف مليون مشاهدة. يقول أمين الغابري مخرج العمل ومنتجه، والذي وصل أحد أفلامه التسجيلية هذه السنة إلى الأوسكار عن فكرة الفيديو: «بدأت كإعجاب بالأغنية عندما كنّا حاضرين أنا وصديقي عبدالرحمن حسين في حفلة الأوسكار في هوليوود حيث كان المغني فاريل وليامز حاضراً، وقد غنى هذه الأغنية التي كانت مصدر إلهام للناس من مختلف دول العالم كي يصوروا فيديوات عن السعادة تحمل طابع دولهم. وعندها اقترح علي صديقي ماجد الأحمدي تصوير النسخة اليمنية منها، وفي الوقت ذاته أخبرني صديقي عبدالرحمن وروج الوزير عن نيتهما تصويرها، فقررنا العمل معاً وصنع فيديو واحد بأفكار يمنية وطابع يمني ليمثل اليمن في هذا العرس العالمي للسعادة». ويعتبر الغابري أن حضور المرأة اليمنية في الفيديو كان أحد أبرز مميزات النسخة اليمنية ومكمن قوة الفيديو نتيجة تميزه بالحضور القوي للمرأة اليمنية وحماستها للمشاركة في هذا العمل منذ البداية. وعن أبرز العقبات التي واجهت هذا العمل خلال مراحله المختلفة يقول الغابري: «هناك فتيات كثيرات كن يردن المشاركة ولكن عائلاتهن منعتهن. ومن جهة أخرى كان الفيديو جريئاً في مشاهده ابتداء من الرقص في الأماكن العامة على أنغام أغنية أميركية ولكن بروح يمنية، وأيضاً تطرقه إلى مشكلة اجتماعية تمس جميع المواطنين اليمنيين، وهي انقطاع الكهرباء». ويضيف: «أنتجنا هذا الفيديو فيما كانت العاصمة صنعاء تعاني أزمة بنزين خانقة وانقطاعاً متواصلاً للكهرباء ما أعاق إنجاز العمل. كما تعرضنا لمضايقات من بعض الأشخاص المتشددين أثناء عملية التصوير وحصلت مشادات لأكثر من مرة، ولكن كل هذا لم يثنِنا عن إكمال العمل». وعن الرسالة التي تنطوي عليها النسخة اليمنية من الأغنية يوضح الغابري: «رسالتنا محبة ودعوة إلى نبذ العنف والتطرف والتحريض الديني والمذهبي الذي لم يجن منه اليمنيون غير الفرقة والبغضاء والقتل والدمار للأرض والإنسان، واستبدالها بلغة الغناء والرقص والسعادة والمحبة، ولتأكيد حقوق المرأة ومنها الحق في التعبير عن نفسها بحرية». ويتحدث مخرج ومنتج «Happy» في طابعها اليمني أمين الغابري عن ردود الفعل والانتقادات التي وجهت إلى النسخة اليمنية من الأغنية قائلاً: «نتلقى في شكل متواصل رسائل إعجاب من داخل اليمن وخارجه على العمل، إضافة إلى انتقادات كثيرة معظمها انتقادات ذات طابع ديني واعتراض كبير على إشراك المرأة اليمنية في عمل كهذا، خصوصاً أن الأغنية أميركية. فقد اتهمنا البعض بإهانة المرأة اليمنية واستمالة الغرب، وذهب أحدهم إلى التعليق بالقول إن هذا العمل ليس غريباً على ابن الغابري المتسكع الأول في السفارات الأجنبية لجمع الأموال، علماً أن هذا العمل تطوعي مولناه من جيوبنا ولم نتلقَّ أي دعم من أي جهة». وعن مراحل الإنتاج النهائية يقول الغابري: «عند الانتهاء من التصوير انتقلنا إلى عملية المونتاج، ومن ثم قمنا بعملية تصحيح الألوان وعملية الرندر وتركيب لقطات التايم لابس والهايبر لابس لمناظر طبيعية من أرشيفنا أنا وأخي زرياب للترويج لليمن في مقدمة الفيديو». ويضيف: «بعدما صار الفيديو جاهزاً أنشأنا قناة خاصة على يوتيوب باسم Happy Yemen، وأيضاً صفحة على «فايسبوك» وحمّلنا الفيديو على الإنترنت. وكان هناك الكثير من الناس متلهفين لمشاهدته، وعندما أنزلناه فوجئنا بانتشاره السريع».