هزت انفجارات عنيفة صنعاء أمس، نتيجة غارات مركزة شنتها مقاتلات التحالف العربي على قاعدة «الديلمي» العسكرية التابعة لميلشيات الحوثيين شمال العاصمة. وقتل عشرات المسلحين الحوثيين، نتيجة قصف لطيران التحالف على تعزيزات لميليشياتهم كانت متجهة من صنعاء إلى جبهة الساحل الغربي. في غضون ذلك، طالبت الحكومة الشرعية اليمنية الأممالمتحدة أمس، بالضغط على الحوثيين لإيجاد آلية لجمع الموارد وصرف رواتب الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعتهم. وأفاد سكان محليون بأن «غارات التحالف على قاعدة الديلمي الجوية هي الأعنف منذ أشهر». ونقلت قناة «العربية» عن شهود عيان قولهم إنهم «رصدوا نحو 12 غارة استهدفت القاعدة، وسط تحليق مكثف وعلى علو منخفض لمقاتلات التحالف فوق صنعاء». ووفقاً لقاطنين في حي المطار القريب من القاعدة، فإن «الغارات جاءت عقب تحركات حوثية داخل القاعدة منذ مساء السبت، لم تعرف أسبابها». وقالت مصادر عسكرية إن «غارات التحالف تركزت على مناطق جنوب الحديدة، وتحديداً في مديريات المنصورية وبيت الفقيه وزبيد والتحيتا والجراحي». وأسفرت الغارات عن وقوع عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات، منها القيادي الحوثي علي بن علي محسن المطري. وأشارت المصادر إلى أن المطري كان يقود مجموعة من المجندين من أبناء مديرية بني مطر في صنعاء، ضمن تعزيزات لجماعته إلى الساحل الغربي. إلى ذلك، أوضح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، خلال استقباله ممثل الأممالمتحدة منسق الشؤون الإنسانية في اليمن ليز جراندي، أن «الحوثيين يستولون على 70 في المئة من عائدات الدولة». وقال إن «الميليشيات تستخدم تلك العائدات لتمويل الحرب بدلاً من تسديد رواتب الموظفين»، مشيراً إلى أن ذلك يمثل «عائقاً رئيساً أمام دفع رواتب في البلاد». ولفت إلى أن «الحكومة الشرعية وضعت ميزانية لعام 2018 تضمنت صرف رواتب موظفي جهاز الدولة في 12 محافظة». وأكد المخلافي أن «الحكومة ستتخذ الإجراءات اللازمة لتسهيل مهمات الأجهزة التابعة للأمم المتحدة في البلاد». ودعا إلى وضع «آليات شفافة وواضحة لتوزيع المساعدات واتخاذ مواقف صارمة لإنهاء انتهاك الحوثيين لأعمال الإغاثة، خصوصاً تهديد الموظفين الدوليين والمحليين واعتقالهم، ونهب المساعدات والاتجار بها في السوق السوداء». وذكرت مصادر يمنية أن «الميليشيات وزعت كوبونات لأنصارها لتعبئة الغاز المنزلي في صنعاء، تاركةً المواطنين في طوابير طويلة، للحصول على اسطوانة غاز وصل سعرها إلى 9000 ريال». على صعيد آخر، كشفت تقارير في صنعاء أن جماعة الحوثيين تعقد «دورات طائفية»، لعدد من القيادات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع، التي تستولي عليها. وقال أحد المشاركين إنه «خضع مع 42 عسكرياً لدورة طائفية نظمتها الجماعة في مكان سري في بني حشيش لمدة عشرة أيام». وأوضح أن المحاضرات تضمنت عرض خطابات طائفية لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.