لم يسألها أحد.. هل تقبلين به زوجاً أم لا؟ وحتى لو سألها أحد هل يعتد بإجابتها وهي دون العاشرة من العمر طفلة في عمر الزهور لم تنمُ بعد لتعرف معنى الزواج ومعنى أن تكون زوجة لرجل متزوج ويكبرها بسنوات طويلة وكثيرة؟ بعد أن اتفق والدها مع واحد من جماعته حتى تكون بدرية الزوجة الثانية له فصمم المعرس على عقد القران مع وعد للأب بألا يتم الدخول بالعروس إلا بعد أربع سنوات (كثر ألف خيره) واستلم منه المهر المقدر ب39 ألف ريال واشترى به سيارة وانيت. ما أعرفه أن المهر من حق الفتاة وليس من حق والدها حتى يشتري لنفسه سيارة أو غيرها طبعاً ليس هذا الموضوع الأساسي على رغم انه أحد المواضيع المهمة وهو موضوع متعلق بالحقوق التي أقرها الشرع للفتاة . أعود للموضوع الأصلي وهو تزويجها وهي في هذه السن وحجزها للرجل الكبير سناً ثم تركها معلقة 14 سنة لا هي متزوجة ولا هي بالمطلقة هي فقط محجوزة له وعليها هي أن تفك (رهنيتها) على رغم أنها لم تستلم منه هللة واحدة أو تظل كالبيت الوقف سنوات عمرها الكثيرة التي رحلت بلا عودة ليست مشكلة أحد. أعلم جيداً أن الموضوع شائك ولكن المتضرر الوحيد فيه هي البنية التي بقيت عالقة بين قضاء يطالبها بأن تدفع مهرها الذي لم تستلمه وبين زوج (هون عن زواجها لأنه علم بأنها لا تريده وهي ابنة تسع سنوات) وبين أب يدعي بأنه لا يملك المبلغ الزهيد الذي رهن به حياة ابنته فما الحل هنا؟ هل تبقى بدرية حبيسة الأوراق؟ هل يجب أن يعاقب الأب لأنه زوج فتاة لرجل كبير وهي بهذا العمر الصغير؟ هل يعاقب لأنه استلم مهرها ولم يسلمها إياه (على رغم أن الجملة الأخيرة غريبة حتى على مسامعي) كيف يسلم مبلغاً مثل هذا لطفلة؟ وإذا استكثرنا أن نسلم المبلغ للطفلة لأنها طفلة غير راشدة فكيف نقبل أن نعقد قرانها من أساسه حتى مع الشرط العقيم والغبي الذي أضحك عليه كثيراً عندما أقرؤه وهو عن وعد العريس بعدم المساس بعروسه كزوجة إلا بعد أربع سنوات ظللت أحسب كم سيكون عمرها، تسعة زائد أربعة يعني 12 عاماً (أشوى.. كثر خيركم). سؤالي الثالث ماذا يريد رجل كبير من طفلة في نصف طول ساقه؟ أي زواج سعيد يريد؟ في الأمس القريب عشنا مأساة فاطمة ومنصور واستطاع القاضي أن يفرق الأسرة لمدة أربع سنوات بسبب عدم تكافؤ النسب واليوم في هذه الحالة لا أحد بإمكانه حل القضية ولا إعادة الحقوق لأصحابها المهدورة وأعلم أن اول ما يتبادر إلى الذهن هو مهر الرجل وحقه في استعادته على رغم أني أعلم أن الشخص الذي يحجز شيئاً ولا يأتي ليأخذ يسقط حقه فيه، وأعلم أن الأب كغيره من الآباء والإخوان استولى على مهرها الذي هو حقها الشرعي، وأعلم أن الفتاة هي الوحيدة المتضررة، وأعلم أن القضاء لا يعرف إلا الورق (فسخ في مقابل مهر)، وأعلم أن الحل لن يكون بتبرع أحد المحسنين بالمبلغ لفك (الرهينة) الإنسانية، وأعلم أن الفتاة صمتت كثيراً ولم تتكلم الا عندما رغب والدها في الحديث لحل المشكلة العالقة، كل ما أعرفه أن ما يحدث هو لعب بمصائر الإناث، وما أتيقن منه أن المعرس ظل نائماً لسنوات عدة، وحضر اليوم يبي قروشه! [email protected]