قال قادة مجموعة الدول الصناعية الغربية الكبرى المجتمعون في بروكسل إنهم على استعداد ل"فرض مزيد من العقوبات على روسيا"، على خلفية "تدخلها في الشؤون الأوكرانية". جاء ذلك في قمة لدول المجموعة هي الأولى من نوعها منذ استبعاد روسيا منها إثر ضمها منطقة القرم. ودان بيان مشترك صدر عن القمة موسكو لما وصفه "بانتهاكها المستمر لسيادة اوكرانيا". وقال رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون إن المجموعة، التي باتت تعرف بمجموعة السبع، تريد توجيه رسالة واضحة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفادها بأنه يتعين عليه التعامل مع الحكومة الأوكرانية الجديدة من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة. وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما قد حذر روسيا في وقت سابق من اعتماد ما وصفه ب"تكتيكات ظلماء" في اوكرانيا. ويقوم اوباما بجولة اوروبية تشمل ثلاثة بلدان تتوج بمشاركته في الاحتفالات بالذكرى السنوية ال 70 للانزال العسكري الغربي على شواطيء نورماندي في فرنسا الجمعة المقبل، وهي احتفالات سيحضرها ايضا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ورغم عدم مشاركته في قمة بروكسل للدول الصناعية، سيجري الرئيس الروسي محادثات مباشرة مع عدد من الزعماء الغربيين في باريس لاحقا، ولكنه لن يلتقي باوباما. ومن جهته، قال الرئيس الروسي إنه على استعداد للالتقاء بنظيره الأوكراني بترو بوروشينكو خلال مشاركتهما في احتفالات الذكرى ال 70 للانزال العسكري الغربي على شواطيء نورماندي. وجدد بوتين التزام بلاده بالتعاون مع السلطات في كييف واحترام خيارات الشعب الأوكراني. وجاء في البيان الذي اصدره الزعماء الغربيون الاربعاء "نحن متحدون في ادانة الانتهاكات المستمرة التي يقوم بها الاتحاد الروسي لسيادة اوكرانيا وسلامتها الاقليمية." ومضى البيان للقول "ونحن مستعدون لتكثيف العقوبات التي نفرضها على روسيا والتفكير في اجراءات عقابية اخرى لاجبار روسيا على دفع ثمن اكبر اذا اقتضت الظروف ذلك." وقالت المستشارة الالمانية انغلا مركل للصحفيين "لا يسعنا تحمل قدر اكبر من زعزعة الاستقرار في اوكرانيا. لقد اوضحنا رغبتنا في المضي قدما في مسعانا ذي الخطوات الثلاث، دعم اوكرانيا اقتصاديا والحوار مع روسيا وفي حال فشل هذين المسعيين، امكانية فرض عقوبات اكثر صرامة". جاء ذلك في الوقت، الذي اضغط هناتواصلت فيه المعارك الضارية بين القوات حكومة كييف الأوكرانية والانفصاليين الموالين لموسكو في شرقي البلاد. كما اتفق الزعماء الغربيون على ان تتعاون بلدانهم فيما بينها في جهد مشترك لمواجهة الخطر المحتمل، الذي يشكله الجهاديون الاوروبيون العائدون الى بلدانهم من سورية. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن "اكثر من ثلاثين جهاديا فرنسيا" قتلوا في سورية، مضيفاً ان "زعماء مجموعة الدول السبع قرروا ان يتعاونوا في سبيل منع وثني ومعاقبة" المقاتلين الاجانب، "الذين يمتلكون القدرة على تقويض أمننا". واضاف الرئيس الفرنسي "لسوء الحظ رأينا منذ فترة قصيرة برهانا على ذلك"، في اشارة الى الهجوم الذي تعرض له الشهر الماضي المتحف اليهودي في العاصمة البلجيكية بروكسل والذي يعتقد ان منفذه هو الفرنسي مهدي النموش الذي قضى سنة في سورية. وجاء في البيان الختامي الصادر عن قمة زعماء الدول الغربية السبع "لقد عقدنا العزم على مضاعفة جهودنا في سبيل التعامل مع التهديد المتأتي عن المقاتلين الاجانب الذين يذهبون للقتال في سورية". كما دان البيان الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا في سورية، واصفاً اياها "بالانتخابات المزيفة"، ومضيفاً أن "الرئيس بشار الاسد ليس له مكان في سورية". وأكد أوباما أن "العلاقة بين أميركا وفرنسا أقوى من أي وقت مضى"، معبراً عن قلقه من صفقات أسلحة فرنسية روسية ولا سيما أن "روسيا لا تحترم القانون الدولي"، مضيفاً أنه "أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة للعودة إلى القانون الدولي، والا ستفرض عليه عقوبات تثنيه عن زعزعة أمن أوكرانيا". وأكد على "ضرورة تواصل روسيا مع أوكرانيا، ولاسيما أن الرئيس الأوكراني يرحب بعلاقات مميزة مع جارته روسيا". من جهة أخرى، أوضح أوباما في اختتام قمة "مجموعة السبع" انه لا يريد التدخل في قضية بنك "بي ان بي باريبا" لأنها مسألة قضائية. من جانبه، أكد كامرون ضرورة الاعتراف بشرعية الانتخابات الأوكرانية، مطالباً روسيا ب"وقف زعزعة أمن أوكرانيا"، موضحاً أن "موضوع فرض عقوبات على روسيا مرهون بموقفها من أوكرانيا". وفي رد على سؤال حول امكان سحب المونديال من قطر، أجاب كامرون: "لنترك القضاء يأخذ وقته".