شيع عشرات الآلاف في مدن سورية عدة قتلى تظاهرات «جمعة صالح العلي»، فيما كانت تركيا تراقب عن كثب توسيع الجيش السوري امس السبت نطاق عملياته العسكرية، التي بدأها في ريف ادلب (شمال غربي سورية) باقتحام بلدة بداما على الحدود مع تركيا، حيث أحرق منازل واعتقل العشرات، بحسب شهود عيان، وتزايدت الضغوط الدولية على النظام السوري ودعت بريطانيا رعاياها الى المغادرة فوراً، بينما تدرس واشنطن اتخاذ اجراءات تستهدف قطاع النفط والغاز في سورية. في غضون ذلك، تجاوز عدد اللاجئين السوريين النازحين الى تركيا العشرة آلاف وتحدثت انباء عن تواجد عدد مماثل في الجانب السوري من الحدود. وسمحت أنقرة للمرة الأولى لمجموعة من المصورين الصحافيين بدخول مخيم للاجئين السوريين في بوينويوغون. وذكر رئيس «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن ان «الجيش السوري اقتحم صباح السبت بلدة بداما المجاورة لمدينة جسر الشغور (شمال غربي البلاد) حيث سمع صوت اطلاق اعيرة نارية»، لافتاً الى «انتشار دبابات وآليات عسكرية وناقلات جند وحافلات وسيارات جيب على مداخل البلدة». واشار عبد الرحمن الى ان بلدة بداما، التي تبعد كيلومترين فقط عن الحدود التركية، «كانت مصدر تزود اللاجئين السوريين القابعين على الحدود التركية من جهة الاراضي السورية بالمؤونة»، معرباً عن خشيته «من الآثار الانسانية التي ستترتب على ذلك كون اللاجئين لن يتمكنوا من الحصول على حاجاتهم المعيشية والتموينية». وقال ان «سكان بداما لا يجرؤون على اعطاء الخبز للاجئين الذين يخشون الاعتقال اذا دخلوا بداما للحصول على الطعام». وقال المحامي سارية حمودة، انه شاهد دخول تسع دبابات وعشر ناقلات جند و20 سيارة جيب وعشرة باصات الى بداما اضافة الى «دخول الشبيحة (مسلحون موالون للنظام) وهم يطلقون النار على منزلين». وقال لاجئون من المنطقة الشمالية الغربية ان قوات الجيش و»الشبيحة» يواصلون حملة الارض المحروقة في تلك المنطقة الزراعية بحرق المحاصيل ونهب المنازل واطلاق النار بشكل عشوائي. وخرج أمس عشرات الآلاف في مدن سورية عدة لتشييع قتلى تظاهرات الجمعة التي أطلق عليها منظموها اسم «جمعة الشيخ صالح العلي». واشار عبد الرحمن الى «مشاركة نحو 20 ألفاً السبت في جنازة أحد قتلى تظاهرات الجمعة في دير الزور»، مضيفاً ان «الآلاف في حمص شاركوا في تشييع بعض قتلى الجمعة» مشيراً الى «اعتصام في المسجد الكبير اثر تشييع قتيل في دوما» في ريف دمشق. يذكر ان تظاهرات الجمعة اسفرت عن مقتل 19 شخصاً، كما قال مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه، بينما أعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) «استشهاد 9 من المدنيين وعناصر الشرطة وجرح أكثر من 70، بينهم ثلاثة ضباط أحدهم برتبة عقيد، سقط معظمهم في هجمات لمسلحين على مبان عامة واستغلالهم لتجمعات للمواطنين في عدد من المناطق والمدن عقب صلاة الجمعة». الى ذلك، ذكرت وكالة انباء الاناضول التركية السبت ان عدد اللاجئين السوريين النازحين الى تركيا هرباً من العنف الدامي في بلادهم قد ناهز عشرة آلاف ومئة لاجئ، وذلك بعد وصول 421 لاجئاً آخرين، اغلبهم من النساء والاطفال، الى المخيمات التي اقامها الهلال الاحمر التركي في اقليم هاتاي الحدودي المتاخم لشمال سورية، فيما يوجد نحو 10 آلاف آخرون على الجانب السوري للحدود. وفي إطار تشديد الضغوط على النظام السوري دعت وزارة الخارجية البريطانية في بيان أمس «الرعايا البريطانيين الى الرحيل فوراً في رحلات تجارية طالما انها ما زالت تعمل كالمعتاد»، محذرة من ان سفارتها في دمشق قد لا تتمكن لاحقاً من تنظيم عملية اجلائهم في حال تدهور الوضع اكثر. وأعلنت واشنطن أنها تدرس تشديد العقوبات على النظام السوري وامكان ملاحقته بتهمة ارتكاب «جرائم حرب». وأوضح مسؤول أميركي ان هذه العقوبات الجديدة تستهدف قطاع النفط والغاز في سورية. وفي القاهرة أعلن مثقفون وقوى سياسية التضامن مع «الشعب السوري في معركته الحالية من أجل الديموقراطية». وقال المتضامنون في بيان امس «نعلن نحن المصريين، وقوفنا بكل قوة الى جانب شعب سورية ونترحم على أرواح شهداء الحرية الذين يسقطون كل يوم في ساحات التظاهر السلمي برصاص قوات الامن». وقال البيان «ان في بطش قوات الامن السورية بالمواطنين وقتلهم اليومي ونزوح الاف المواطنين خارج الحدود هرباً من هذا البطش الوحشي ما يدحض كل المزاعم الرسمية عن نظرية العصابات المسلحة والتامر الخارجي».