عمان، نيقوسيا - رويترز، أ ف ب - "الحياة" - قال شهود إن جنودا سوريين ومسلحين موالين للرئيس السوري بشار الأسد اقتحموا بلدة بداما بالقرب من الحدود مع تركيا اليوم السبت وأحرقوا منازل واعتقلوا 70 شخصا في إطار هجوم عسكري واسع النطاق لقمع احتجاجات بدأت قبل ثلاثة شهور. وقال سارية حمودة، وهو محام من تلة مطلة على البلدة: "جاءوا في الساعة السابعة صباحا إلى بداما. احصيت تسع دبابات وعشر ناقلات أفراد مصفحة و20 سيارة جيب وعشر حافلات. شاهدت الشبيحة يطلقون النار على منزلين." وتقع بداما على بعد كيلومترين من الحدود مع تركيا في منطقة جسر الشغور التي فر منها الآلاف إلى تركيا بعد هجمات الجيش التي تهدف إلى قمع احتجاجات على حكم عائلة الأسد. وذكر ناشط حقوقي ان الجيش السوري اقتحم السبت بلدة بداما التابعة لمحافظة ادلب (شمال غرب) والواقعة على الحدود مع تركيا وذلك في اطار الحملة العسكرية والامنية التي بدأها في ريف مدينة ادلب. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان "الجيش السوري اقتحم عند الساعة السادسة صباحا (3,00 تغ) بلدة بداما المجاورة لمدينة جسر الشغور (شمال غرب) حيث سمع صوت اطلاق اعيرة نارية". واضاف رئيس المرصد "انتشرت نحو 5 دبابات وآليات عسكرية بالاضافة الى 15 ناقلة جند وحافلات وسيارات جيب على مداخل البلدة". واشار عبد الرحمن الى ان "بلدة بداما كانت مصدر تزود اللاجئين السوريين القابعين على الحدود التركية من جهة الاراضي السورية بالمؤونة"، معرباً عن خشيته "من الاثار الانسانية التي ستترتب على ذلك كون اللاجئين لن يتمكنوا من الحصول على حاجاتهم المعيشية والتموينية". ولفت رئيس المرصد الى "اطلاق نار كثيف في مدينة خان شيخون بعد ان دخلتها فجر السبت سبع سيارات تابعة للامن". وكانت عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود وحافلات تقل جنودا وعناصر من مكافحة الارهاب انتشرت الخميس على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب (شمال غرب) والقريبة من حماة (وسط)". واضاف عبد الرحمن الى ان "التعزيزات العسكرية التي تضم دبابات واليات عسكرية ما زالت متمركزة على المداخل الجنوبية والشمالية والغربية لمدينة سراقب (ريف ادلب)" دون ان يشير الى وقوع اي عملية عسكرية فيها حتى الان. وكانت "الحياة" ذكرت في عددها الصادر اليوم السبت، أن سورية شهدت امس (الجمعة) يوماً داميا مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية وخروج مئات الالاف من المحتجين في مدن عدة في «جمعة الشهيد صالح العلى»، ما ادى إلى مقتل ما لا يقل عن 16 محتجا بينهم صبي مراهق، هو أول قتيل يسقط في مدينة حلب منذ بدء حركة الاحتجاجات في آذار (مارس) الماضي، اضافة الى عشرات الجرحى. وتوازى ذلك اتساع لافت لعمليات الجيش السوري في المدن الشمالية. وقال ناشطون إن الجيش سيطر بشكل كامل على مدينة معرة النعمان التي يبلغ عدد سكانها نحو 100 آلف شخص وقطع الطريق بينها وبين حلب. كما تقف قوات الامن على مشارف مدينة خان شيخون حيث تقوم بعمليات تمشيط واعتقال واسعة.