قال وزير الدولة للتجارة البريطاني ليام فوكس إن هناك تغييراً قوياً في السعودية، وأن برامج الإصلاحات انطلقت من خلال «رؤية 2030»، وأكد أنها تهدف إلى تنويع اقتصاد البلاد وتعزيز الاستثمار في الخارج، والحد من اعتمادها على النفط، وتطوير القطاعات، بما في ذلك الصحة والتعليم والترفيه والسياحة. واعتبر في مقالة له، نشرتها وسائل الإعلام البريطانية، أن الرؤية تسعى إلى «إصلاحات في البيروقراطية الحكومية وزيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة، وهذا يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام، وكان لا يمكن تصوره حتى الآونة الأخيرة فقط (...) إنه يستحق دعمنا الكامل». ولفت إلى أن العلاقة بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة «مبنية على شراكة دائمة، واليوم، تعمل كلتا المملكتين على تغيير آفاقها الاقتصادية وأدوارها في العالم، وإن المملكة المتحدة تغادر الاتحاد الأوروبي وتستعد للتجارة بوصفها أمة مستقلة المرة الأولى منذ أكثر من 40 عاماً. في المملكة العربية السعودية، بدأ ولي العهد برنامجاً للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي». وأضاف: «أتاحت زيارة هذا الأسبوع فرصاً كبيرة للشركات البريطانية، رؤية 2030 أمر حيوي لمستقبل المملكة العربية السعودية والمنطقة الأوسع، لكنه أيضاً فرصة مثيرة للمملكة المتحدة. نحن رواد عالميون عبر مجموعة من القطاعات، ونكون في وضع جيد للمساعدة في هذه الإصلاحات الحيوية». وشدد على أن «المملكة العربية السعودية هي بالفعل أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط وثاني أكبر وجهة تصدير هناك، إذ تدعم آلاف الوظائف البريطانية. خلال السنوات الخمس الماضية زادت التجارة البريطانية السعودية أكثر من 2.3 بليون جنيه إسترليني. وتبلغ قيمة التجارة السنوية بينهما الآن 8.4 بليون جنيه إسترليني، مع إمكان تحقيق نمو كبير، إذ إن البلاد تبتعد عن اعتمادها على النفط». وأكد فوكس أن «هناك دائماً من يعترض على هذه المشاركة مع السعودية، لكننا سنحقق مزيداً من خلال تعزيز علاقة قوية مع المملكة العربية السعودية»، وتابع: «دعم الرؤية 2030 لديه إمكانات اقتصادية هائلة للمملكة المتحدة، ولكنه أيضاً الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، إن المملكة العربية السعودية تسير على طريق الإصلاح الاجتماعي، ومن مصلحتنا الوطنية دعم حليفنا الإقليمي المهم». وتابع: «لدى بلدينا شراكة أمنية تاريخية تمتد إلى عقود من الزمان، ونحن نعمل حالياً معاً لدعم عراق مستقر وشامل، وايقاف نشاط إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة، سيكون هناك دائماً من يعترض على هذه المشاركة. لكننا سنحقق مزيداً من خلال تعزيز علاقة قوية مع المملكة العربية السعودية، ما يسمح لنا بتحديها بأمانة وقدرة بناءة في القضايا التي نختلف فيها». وعن اليمن، قال الوزير البريطاني: «في اليمن، نعمل معاً مع المبعوث البريطاني الخاص للأمم المتحدة، لتحقيق تسوية سياسية وتحقيق سلام دائم. لقد أثار رئيس الوزراء هذا الأسبوع مخاوفنا العميقة إزاء الوضع الإنساني، ووافق ولي العهد على أهمية الوصول الإنساني والتجاري الكامل وغير المقيد، بما في ذلك عبر الموانئ، وأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع». وتابع: «إذا كانت علاقتنا الأمنية مهمة للاستقرار في الشرق الأوسط، فهي ضرورية أيضاً لسلامتنا في المنزل. في المملكة المتحدة اليوم هناك أناس يذهبون لحياتهم اليومية بفضل قوة علاقتنا مع المملكة العربية السعودية والذكاء الذي نشترك فيه. لقد كانت المملكة العربية السعودية حليفاً أساسياً في حربنا ضد الإرهاب. لقد تم إنقاذ كثير من الأرواح البريطانية، وتم منع الهجمات، بسبب تعاوننا الأمني الدائم». وأكد أن بلاده: «تمر المملكة المتحدة أيضاً بفترة تغيير كبيرة ونحن نستعد لمغادرة الاتحاد الأوروبي. لذا كانت زيارة ولي العهد فرصة لإظهار رؤيتنا لأمة ذات مظهر خارجي تعترف بقيمة العمل مع الدول الأخرى لجعلنا أكثر أماناً، وخلق فرص العمل، ونقف بفخر كقوة للخير في العالم، هذا ما تمثله بريطانيا العالمية. ولهذا السبب يجب علينا اغتنام فرصة هذه الزيارة، ودعم المملكة العربية السعودية لتقديم رؤية 2030 وبناء الأساس لقرن آخر من الشراكة الدائمة». قرقاش: زيارة تاريخية وناجحة للعرب على رغم تحريض إيرانوقطر أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن الدور التحريضي - على حد تعبيره - لكل من قطروإيران ضد زيارة ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان «التاريخية» لبريطانيا، جاء «معيباً ويائساً». وقال قرقاش في تغريدات، عبر حسابه في «تويتر» أمس: «ثقل السعودية ودورها المحوري كان بارزاً في نجاح زيارة الأمير محمد بن سلمان التاريخية لبريطانيا، نجاح الرياض هو نجاح للعرب، ورؤية التجديد والوسطية تضيف إلى زخم الدور السعودي وتعززه». وأضاف: «أما الدور القطريوالإيراني على الهوامش للتحريض ضد الزيارة التاريخية فجاء معيباً ويائساً، بإمكانك أن تسهم في كتابة التاريخ كما يفعل الأمير محمد بن سلمان، أو تكون مرتبكاً منسياً، وفِي الحال الثانية خير لك أن تصمت».