شهدت بورصة مصر قفزة قوية خلال معاملات الخميس وسط آمال بحدوث استقرار سياسي واقتصادي في البلاد عقب فوز وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي برئاسة البلاد. كما تعززت مكاسب البورصة بفضل عوامل أبرزها الدعم الخليجي السياسي والاقتصادي للبلاد وانخفاض الدولار في السوق الموازية والإعلان اليوم عن عرض شراء لنحو 20 بالمئة من أسهم هيرميس أكبر بنك استثمار في الشرق الأوسط. وقفز المؤشر الرئيسي لبورصة مصر أكثر من أربعة بالمئة حتى الساعة 1000 بتوقيت غرينتش وزادت القيمة السوقية للأسهم بنحو 12 بليون جنيه (1.7 بليون دولار) لتصل إلى حوالى 482 بليون جنيه. وقال هاني حلمي من الشروق للوساطة في الأوراق المالية "هناك حالة شديدة من التفاؤل في السوق والبلد بشكل عام.. الناس تشتري المستقبل الآن في البورصة." وحملت الانتخابات بعض الآمال في تحقيق الاستقرار السياسي والإصلاح خاصة من أجل تقليص تكلفة دعم بعض السلع مثل الطاقة التي تزيد على نفقات التعليم والرعاية الصحية وتلتهم ربع ميزانية الدولة. وأعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية أول أمس فوز السيسي برئاسة مصر بحصوله على 96.91 في المئة من الأصوات الصحيحة في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي. وقال حلمي "لديك تراجع في سعر الدولار في السوق الموازية ودعم كبير من الخليج.. الناس متفائلة بجد." ومنذ انتفاضة عام 2011 وما تلاها من اضطرابات سياسية واقتصادية، ظهرت فجوة كبيرة بين السعر الرسمي للجنيه المصري وسعره في السوق السوداء حيث تباع العملة سرا في متاجر وأزقة بعيدا عن أعين السلطات. لكن منذ الاعلان عن فوز السيسي بالرئاسة تشهد العملة الخضراء تراجعا في السوق الموازية. ودعا العاهل السعودي الملك عبد الله الثلثاء إلى عقد مؤتمر للمانحين لمساعدة مصر في تجاوز أزمتها الاقتصادية وذلك فور الإعلان رسميا عن فوز السيسي في انتخابات الرئاسة. والسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم مؤيد رئيسي للسيسي والحكومة التي يدعمها الجيش منذ عزل الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين في الصيف الماضي عقب احتجاجات شعبية واسعة على حكمه. وقال أحمد سمير من مينا لتداول الأوراق المالية "الدعم الخليجي من الأسباب الرئيسية في صعود السوق بجانب الإعلان اليوم عن عرض لشراء أسهم من هيرميس." وأعلنت الهيئة العامة للرقابة المالية المصرية الخميس أن شركة هولندية تدعى "نيو ايجيبت انفستمنت فاند" و"بلتون" المصرية أودعتا اليوم عرض شراء اختيارياً لشراء 20 بالمئة من أسهم هيرميس بسعر 16 جنيها للسهم سواء من السوق المحلي أو شهادات الإيداع الدولية. وبارتفاع اليوم تكون السوق قد تعافت بشكل كبير جراء الخسائر الجسيمة التي تكبدتها بعد الإعلان الاسبوع الماضي عن موافقة الحكومة على فرض ضرائب على الأرباح الرأسمالية للسوق والتوزيعات النقدية. وقال محمد جاب الله من التوفيق لتداول الأوراق المالية "إذا زادت قيم التداول اليوم عن 1.2 بليون جنيه فسيستهدف المؤشر الرئيسي مستوى 9300 نقطة وإذا انخفض التداول عن هذا الحد سنستهدف فقط مستوى 8700 نقطة." وقال سمير "مؤشرات الاستقرار السياسي ستنعكس بالتأكيد على الاقتصاد والبورصة." وتعمل مصر على تغيير عدد من قوانين الاستثمار وتذليل العقبات من أجل تشجيع المستثمرين الأجانب على العودة من جديد للاستثمار في مصر بعد فرار عدد منهم اثر انتفاضة يناير كانون الثاني 2011. وقال حلمي "من الآن الخبر الاقتصادي هو الذي سيؤثر في السوق." (الدولار= 7.15 جنيه مصري)