أرجأت الأممالمتحدة أمس إدخال قافلة مساعدات إنسانية تحمل مواد غذائية وإمدادات طبية إلى الغوطة الشرقية، جراء القصف العنيف الذي تشنه قوات النظام بموازاة تصعيد هجومها البري في هذه المنطقة المحاصرة، فيما جدّدت فرنسا دعوتها روسيا وإيران إلى استخدام نفوذهما على دمشق لضمان احترامها قرار الأممالمتحدة الداعي لوقف النار لمدة 30 يوماً. وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن فرنسا ستردّ إذا ثبت استخدام أسلحة كيماوية أدت إلى سقوط قتلى في سورية. في المقابل، أعلن سفير دمشق لدى مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في جنيف حسام الدين أن العمليات العسكرية في الغوطة «تستهدف المنظمات الإرهابية بما يتفق مع القانون الإنساني الدولي». ورداً على تصريحات لمفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين قال فيها إن النظام يخطط لمرحلة رعب جديدة في المنطقة ذكر السفير السوري أنه «على رغم أننا التزمنا بهدنة إنسانية يومية واصل الإرهابيون القصف العشوائي لدمشق». وكان مجلس الأمن دعا مساء أول أمس إلى تنفيذ قراره الصادر في 24 شباط (فبراير) الماضي والذي يطالب بوقف النار في عموم سورية لمدة 30 يوماً وأبدى قلقه من الأزمة الإنسانية في البلاد. وخلال الجلسة وفق مصدر ديبلوماسي تلقى عرض قدمه الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا بالتوسط مع روسيا للسماح بإخراج «المجموعات الإرهابية» من الغوطة، في اشارة الى مقاتلي «هيئة تحرير الشام» التي تقودها «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً)، دعماً قوياً من أعضاء المجلس. وكانت أبرز الفصائل المعارضة في الغوطة وجّهت الأسبوع الماضي رسالة إلى مجلس الأمن أكدت فيها رفضها أي مبادرة تتضمن «تهجير» المدنيين. وأبدت في المقابل التزامها «بإخراج مسلحي تنظيم هيئة تحرير الشام وجبهة النصرة والقاعدة خلال 15 يوماً من بدء دخول وقف النار حيز التنفيذ الفعلي». إلى ذلك، أكدت الناطقة باسم «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» يولاندا جاكمت أن «قافلة اليوم (أمس) من المساعدات تأجلت». وكانت الأممالمتحدة قد طلبت من دمشق الالتزام بوقف النار أمس للسماح بدخول المزيد من المساعدات، فيما قالت ناطقة ثانية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر وهي إنجي صدقي إن «قافلة اليوم أرجئت»، مضيفةً أن «تطور الوضع على الأرض لا يتيح لنا القيام بالعملية كما يجب». وذكرت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في دمشق ليندا توم: «لم تتمكن الأممالمتحدة وشركاؤها اليوم من العودة إلى دوما لأن السلطات السورية لم تمنح القافلة إذناً للتحرك جراء أسباب أمنية». من جانبه، أصدر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بياناً في شأن تأجيل القافلة، أكد فيه أن «الأممالمتحدة لا تزال تتلقى تقارير عن تصعيد القتال في الغوطة وقصف دمشق». وحضّ المكتب كافة الأطراف على السماح الفوري بالدخول الآمن ومن دون عوائق لمزيد من القوافل لتوصيل الإمدادات الضرورية. وكان من المقرر دخول هذه القافلة المشتركة بين الأممالمتحدة و «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» و «الهلال الأحمر العربي السوري» إلى مدينة دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية. وعلى متنها مساعدات مخصصة لسبعين ألف شخص. ودخلت قافلة مساعدات دوما الاثنين الماضي، لكن النظام استبعد منها الإمدادات الطبية ولم يتسنّ تفريغها في الكامل بسبب القتال، وكانت الأممالمتحدة تأمل في تسليم المساعدات المتبقية أمس. وذكرت الأممالمتحدة أن 400 ألف شخص محاصَرون في مدن الغوطة وبلداتها منذ سنوات وكانت إمدادات الغذاء والدواء فيها توشك على النفاد قبل الهجوم.