يتابع الممثل اللبناني يوسف حداد مسيرته المهنية بخطى ثابتة وبنشاط لافت، فهو يطل عبر محطة «أل بي سي» في مسلسل «سيناريو» الذي يعتبره نَمَطاً جديداً في الكتابة وفي الإخراج التلفزيونيين. وكان حداد انتهى من تصوير مسلسل «بلا ذاكرة» من كتابة شكري أنيس فاخوري وإخراج فؤاد سليمان وإنتاج زياد شويري، ويصوّر حالياً مشاهده الأخيرة في مسلسل «الشحرورة» في مصر، ومشاهده الأخيرة أيضاً في مسلسل «باب إدريس» من كتابة كلوديا مرشليان وإخراج سمير حبشي وإنتاج مروان حداد. وبالإضافة إلى تلك الأعمال بدأ يوسف تصوير مسلسل «كيندا» من كتابة جبران ضاهر وإخراج كارولين ميلان وإنتاج زياد شويري، وهو مسلسل من ثلاثين حلقة قابل للتمديد حتى الستّين. ماذا عن الفيلم الأميركي الذي سيشارك فيه؟ «العرض ما زال محافظاً على جديته» يقول، «لكنني لا أحب أن أنشر الأخبار هنا وهناك طالما لم أبدأ التصوير بعد، على رغم أنني وقّعت عقداً مع الجهة الأميركية المنتجة». المنتجون الذين كانوا يبحثون عن ممثل من الشرق الأوسط وقع خيارهم على يوسف حداد، فإلى أي درجة يعتبر الأمر اعتراف بأنّه أحد أفضل الممثلين في الشرق الأوسط وليس في لبنان فحسب؟ يبتعد يوسف عن كل التصاريح التي كان يمكن أن يستغلّها ممثل آخر في مكانه، ليقول بتواضع: «أحافظ على قَدَمَي ثابتتين على الأرض، وأدرك تماماً أنّ هذا الدور أُسنِد إلي لأنّ شخصاً عرّف المنتجين بي بعدما عبّروا عن إعجابهم بأدائي، ولكن ربما كانوا معجبين بممثلين آخرين ولم يكن هناك مَن يعرّفهم بهم». ويشرح حداد أنّه كثيراً ما يلعب ممثلٌ آخر دوراً كان يجب أن يلعبه هو، أو يؤدّي هو شخصية كانت مسندة إلى ممثل آخر، ولا أحد يعرف ما حصل في الكواليس، فالمهم ليس أن يتم اختيار ممثل ما بل المهم هو النتيجة النهائية. على صعيد التقديم، كان يوسف حداد شارك في تقديم برنامج «لاقونا عَ الساحة» على شاشة «أو تي في»، وسيبدأ قريباً بتصوير موسم جديد منه، فإلى أي درجة وجد نفسه في العلاقة المباشرة مع الناس؟ يجيب بحماس واضح: «كثيراً»، ثم يتابع بالحماس ذاته: «مرحلة تقديم «لاقونا ع الساحة» هي أجمل مرحلة في حياتي، وتفاعل الناس معي هو أمر رائع، ففي هذا البرنامج أكون على طبيعتي وليس عليّ أن ألعب شخصية ما كما في التمثيل». هل يمكن الاستنتاج أنّه بات يفضّل التقديم على التمثيل؟ ينفي يوسف ذلك موضحاً أنّه وجد نفسه في تقديم هذا البرنامج بالذات وليس في التقديم في شكلٍ عام، ويفصح أنّه رفض عرضاً لتقديم برنامج حوار جدّي في الإستديو. «في «لاقونا ع الساحة» أشعر بمحبة الناس الصادقة، وأتأثّر كثيراً حين يدعونني قبل أيام من تصوير الحلقة لأزورهم وأنام عندهم، أو حين يسألونني الانضمام إلى ضيعهم ويرغبون في تقديم أرضٍ لي». قصة تقديم الأراضي التي فاجأت كُثُراً، بخاصّة مع ارتفاع سعر الأراضي في لبنان الذي يشير في هذا الإطار إلى ارتفاع محبة الناس ليوسف، يؤكّدها حداد مفصحاً أنّ كلّ من عرض تقديم أرض لاحق المسألة بجدية، «لكنني لم أقبل أي أرض لأنني لا أريد أن أحدَّ نفسي في بقعة واحدة في الضيعة ما دامت كل البيوت مفتوحة لي وما دام كل الناس في الضيعة أهلي». في ما يتعلّق بوضع الدراما، لا يلقي يوسف اللوم، كما تفعل غالبية الممثلين، على المنتجين بل على الدولة أولاً ثمّ على المحطات التلفزيونية. «نحن نعيش في زمن تحكمه شريعة الغاب حيث يأكل القويّ الضعيف، فلو كانت الدولة أكثر حضوراً لكانت فرضت العدل والقانون ومنعت أن يتصرّف كل شخص كما يحلو له». أمّا المحطات فيسألها حداد: «على أي أساس فرضت أن تكون سعر الحلقة بين 15 و20 ألف دولار؟ هل يمكن أن يدفع المبلغ نفسه لمسلسل يضم عشرين بطلاً وآخر يضم ثلاثة أبطال؟ هل يمكن المساواة بين مسلسل تاريخي وآخر لا يحتاج إلى أي ديكور خاص؟». يوسف الذي ينفعل عند الحديث عن حقوق الممثل المهدورة في لبنان ناقم على الدراما التركية، مع العلم أن أشخاصاً يؤكّدون عبر مواقع إلكترونية مختلفة أنّهم يحبّون الدراما التركية ويريدون متابعتها. «الحق معهم» يفاجئنا بقوله، «فلو كان إنتاجنا اللبناني كافياً لما اتجه أحد نحو تلك الدراما، ولو كنّا وضعنا أسساً تحدد مستوى رفيعاً في إنتاجاتنا لما أحبّ أحد الدراما المسطّحة التي لا تعالج أية قضية مكتفيةً بسرد قصة حبّ بين ممثلين وسيمين وممثلات جميلات». أخيراً، ألم يتراجع يوسف حداد عن صراحته «الزائدة» التي تسبب له مشاكل مع كثر، ليكون أكثر دبلوماسية؟ «عليّ أن أختار، إمّا أن أرضي الآخرين وأكره نفسي، واما أن أتصالح مع نفسي وأقول ما عندي بوضوح وإن لم يعجب ذلك الآخرين، وأنا مرتاح أكثر مع الخيار الثاني ولن أغيّره».