فيينا - كونا - يعقد وزراء مال «صندوق أوبك للتنمية الدولية» (أوفيد) اليوم اجتماعاً في فيينا، لمناقشة مواضيع تتصل بالسياسة العامة للصندوق، والملامح المستقبلية لنشاطه خلال العام الجاري، وفق ما اعلن مديره العام سليمان جاسر الحربش في تصريح إلى وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أمس. وأوضح أن «الصندوق سيحيط الوزراء علماً بتداعيات أزمة المال العالمية على موارده وقدرته على الاستمرار في تقديم المعونة للدول النامية، إضافة إلى مناقشة السبل الكفيلة بتنفيذ التوصيات الصادرة عن القمة الثالثة لأوبك» المتعلقة بمعالجة نقص الطاقة والقضاء عليها في الدول النامية». وأضاف: «سيحاط الوزراء علماً بالفجوة التمويلية التي يشهدها الكثير من المؤسسات التنموية، وبينها أوفيد، نظراً إلى زيادة الطلب على موارد الصندوق، بما فاق قدراته التمويلية»، موضحاً ان «زيادة القدرة التمويلية تأتي من مصادر متعددة، بينها العائد من استثمارات وقروض أوفيد، وكذلك من الدعم المباشر الذي تقدمه الدول الاعضاء للصندوق». وقال: «سيتم اطلاع وزراء المال على نتائج تنفيذ البرنامج الإقراضي ال 17 والبدء بتنفيذ البرنامج الإقراضي الميسر ال 18 الذي بدأ هذا العام وتصل قيمته إلى نحو 3 بلايين دولار تنفذ على ثلاث سنوات»، موضحاً أن «معظم هذه المشاريع موجهة الى الدول النامية ذات الدخل المنخفض جداً». وشدد على أن «الدعم القوي الذي أبدته دول مجلس التعاون الخليجي، سينعكس على فعاليات هذا المؤتمر»، مؤكداً «اهتمام الكويت بتنفيذ فكرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الخاصة بتوفير الطاقة للفقراء»، ومشيراً الى «دعوة أميرها الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الى عقد القمة الاقتصادية عام 2009 واقتراح انشاء صندوق لدعم المشاريع الصغرى والمتوسطة، وما لاقته هذه الدعوة من صدى ايجابي لدى خادم الحرمين». وأثنى على «جهود دول مجلس التعاون لدعم التنمية في العالم عبر صناديقها الوطنية». ووصف الفقر بأنه «معضلة يتفرع عنها الكثير من التحديات، بينها الفساد والإرهاب»، مؤكداً أن «صندوق أوبك للتنمية الدولية لا يبيع شعارات او تمنيات طيبة للشعوب، بل يقوم فعلاً بتنفيذ مشاريع تنمية تحتاج إليها الشعوب النامية». وأكد أن «الصندوق يتابع عن كثب ما يحدث في بعض الدول العربية، ومستعد لمد يد المساعدة الى هذه الدول ودعم التغيرات التي حدثت فيها». واستعرض الحربش مشاريع الصندوق في مصر وتونس، موضحاً أنها تشمل مجالات عدة بينها البنى التحتية ومطار النفيضة الدولي، ومشدداً على أن «الصندوق مستمر في تقديم الدعم الى تونس خلال المرحلة المقبلة». وأمل في «عودة الاستقرار الى تونس على نحو يمكن أوفيد وغيره من الصناديق التنموية، من مزاولة نشاطه وزيادته بما ينعكس ايجاباً على المسيرة التنموية في تونس ما بعد الثورة». وأعلن أن «مسؤولي الصناديق العربية سيلتقون في تموز (يوليو) المقبل مع منظمة الاقتصاد والتنمية للبحث في جملة من القضايا بينها ما يحدث من اضطرابات في عدد من الدول العربية وحاجتها الى مزيد من التمويل». وأعلن الحربش أن الصندوق سيمنح الطبيب الإماراتي مازن الهاجري، جائزته لهذا العام تقديراً للخدمات التي قدمها من أجل إعادة السمع للصمّ من أطفال غزة.