يُسلط معرض «في غمارالحياة القاسية» الذي ينطلق بدعم من معهد مسك للفنون، الضوء على خمس مجموعات ومدارس فنية حديثة عبر خمسة عقود من الزمان (1940 1980) وفي خمس مدن عربية، وهي جماعة الفن المعاصر في القاهرة (أربعينات وخمسينات القرن ال20)، وجماعة بغداد للفن الحديث (خمسينات القرن ال20) ومدرسة الدار البيضاء (ستينات وسبعينات القرن ال20) ومدرسة الخرطوم (ستينات وسبعينات القرن ال20) ودار الفنون السعودية في الرياض (ثمانينات القرن ال20). ويستعير المعرض عنوانه من البيان التأسيسي لجماعة بغداد للفن الحديث سنة 1951 ليعكس شغف هؤلاء الفنانين ومشاركاتهم الفنية الغنية في الحركة الحديثة للفن، كل في سياقاته وظرفه الزمني سياسياً واجتماعياً؛ إذ يبرز المعرض من خلال أعمال هذه المجاميع أوجه الاختلاف والتناقض وكذلك الشبه التعبيري في الفن الحديث في مختلف أنحاء العالم العربي. ويضم المعرض 75 عملاً تعود إلى 29 فناناً من 25 مجموعة فنية و15 مدينة حول العالم ويصاحب المعرض كتيب بالعربية والانكليزية يضم شرحاً مصوراً للوحات المعروضة ومقالات لخمسة باحثين بارزين منهم الدكتورة ندى شبوط، المؤرخة الفنية وأستاذة تاريخ الفن والمسؤولة عن مبادرة الدراسات الثقافية العربية والإسلامية المعاصرة (CAMCSI) في جامعة نورث تكساس والمستشارة الأكاديمية في اللجنة المشرفة لآرت دبي مودرن علماً بأنّه يُشرف على هذا المعرض غير المخصص للبيع كل من الدكتور سام بردويلي والدكتور تيل فيلراث وهما مؤسسا منصة آرت ريؤرينتد ورئيسا مجلس مؤسسة مونبلان الثقافية وقيّمان ضيفان في اللجنة الاختيارية لآرت دبي. ويأتي المعرض ضمن تعاون بين معهد مسك للفنون وآرت دبي، يشمل تنظيم عدد من الفعاليات تنطلق في 18 من آذار (مارس) الجاري، خلال معرض «آرت دبي مودرن للفن الحديث» الذي يُمثل شراكة حصرية بين المؤسستين. ويتضمن البرنامج عقد «ندوة مودرن» مع إقامة معرض «في غمار الحياة القاسية». كما سيُقدم أول عرض تعريفي بفيلم «إطلالة نحو السعودية»، يعتمد تقنية الواقع الافتراضي، ويستعرض بعيون معاصرة بعض الجوانب المحلية في المملكة. وسيُقام هذا المعرض في آرت دبي الذي يلقى رعاية كريمة من نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وانطلاقاً من تشجيع معهد مسك للإنتاج المحلي في الفنون الحديثة وتوثيق الماضي القريب مع حفظ وتسجيل التاريخ الثقافي للمنطقة، تأتي هذه الشراكة الثقافية مع آرت دبي بهدف تعزيز تلك المساعي المشتركة بين المؤسستين كالتعليم ونشر معارف الفنون وعقد برامجه وتوفير منصة ثقافية في المنطقة ولعب دور السفير الإقليمي للفنون الحديثة والمعاصرة على حد سواء. وعن هذه المناسبة أعربت المدير العام لآرت دبي ميرنا عيّاد عن سعادتها بهذه الشراكة قائلة: «يسعدنا تأسيس هذه الشراكة مع معهد مسك الذي يشاركنا تطلعنا لدعم المبادرات التعليمية الفنية والثقافية ونحن واثقون من البصمة الإيجابية التي ستتركها هذه الشراكة على تجربة فريدة سيُشاهدها زوار المعرض من خلال فعاليات المعهد مثل عروض الواقع الافتراضي في قاعات كونتمبراري للفن المعاصر، ومن خلال دعمه لمعرض «في غمار الحياة القاسية» على هامش آرت دبي مودرن للفن الحديث». ومن جانبه، وصف المدير التنفيذي لمعهد مسك للفنون أحمد ماطر، هذه الشراكة بأنّها «ثمرة تعاون مشترك بين معهد مسك للفنون وآرت دبي، وعندما نلقي نظرة عامة على المشهد الفني في العالم العربي، نجد أن هاتين المؤسستين حديثتا العهد، ومقارنةً بغيرهما من المؤسسات المعنية بالفنون، لم يكن لتعاونهما أن يحدث من دون الارتكاز إلى أسس تاريخية عريقة. وعلى رغم حداثة مؤسستنا إلا أننا نفخر بماضينا الفني العريق ونحتضن التاريخ الفني للمنطقة وموروثها الثقافي باعتبارهما عنصرين جوهريين لتحقيق النمو المستدام. ويعتمد وجود مؤسستنا والنجاح اللافت الذي حققه هذا المعرض المميز على الكنوز التي تحتضنها هذه الأرشيفات الثقافية الغنية». إلى ذلك، يُعد المعهد مركزاً رائداً لثقافة الفن والإبداع بمختلف أشكالهما في المملكة، إذ يختص بإنتاج أوجه الأعمال الفنية، الحديثة منها خصوصا، ورعايتها وانتشارها، وتمكين المواهب المبدعة بصفتهم ركيزة أساسية في المجتمع، وصقل تجاربهم وتوسيع رقعة حضورهم والتعريف بهم عالمياً. ويعمل المعهد على توثيق الصلات بالتجارب الأُخرى، والتبادل المعرفي وتنويعه وعقد اللقاءات الحضارية النوعية مع الآخر، وذلك عبر جسور عدة مثل إقامة المعارض والفعاليات الدولية، وإنشاء شبكة اتصال للمبدعين في العالم، إضافة إلى تنفيذ برامج تعليمية خاصة بالإبداع والفنون في المدارس والجامعات داخل المملكة. ويُعتبر المعهد أحد الروافد الهامة لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «مسك الخيرية»، وهي مؤسسة غير ربحية فاعلة في صناعة الأجيال وبرؤية عصرية تتوق إلى التقدم ومواكبة العالم المتجدد. وتنصب رسالة المعهد في ترسيخ الثقافة الفنية داخل المجتمع والارتقاء بها، وتفعيل اقتصادها القائم على المعرفة والتعليم. أمّا أبرز أهدافه فهي نشر إرث المملكة وتاريخها الثقافي برؤية حديثة تتسم بالأصالة، وإثراء معارف المجتمع بقيمة ورسالة الإبداع والفنون، وبناء الشراكات مع المراكز والمعاهد الإقليمية والدولية ذات الاختصاص والاهتمام، ويسعى المعهد في العمل على تكوين مجموعة متنوعة الاتجاهات وفاعلة في التأثير داخل الأوساط تُمثل أوجه التعددية الثقافية وتُقدم صورها المختلفة في صناعة الإبداع والخطاب المشترك. أما آرت دبي، فهو المعرض الفني العالمي الرائد في المنطقة وهو الوجهة الأفضل للتعرف على أهم الأعمال الفنية المعاصرة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وتأتي نسخته ال12 لتقدم مشاركة مميزة من 105 معرضاً فنياً من 48 بلداً ليعزز من موقعه الريادي في الساحة الفنية الاقليمية وليوفر لمرتاديه نظرة غير مسبوقة لمعارض فنية اقليمية جديدة لم تجد طريقها إلى المحافل العالمية من قبل تعرض أعمالها جنباً إلى جنب مع كبرى الأسماء العالمية المعروفة كما سيشمل المعرض أكبر نسخة من برنامج مودرن للفن الحديث ليحافظ على تفرده بكونه المنصة التجارية الوحيدة في العالم التي تعرض أعمالاً متحفية لفنانين من مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا إضافة إلى ندوة مودرن السنوية للفن الحديث التي تبحث في حياة وإرث عمالقة الفن الحديث في هذه المناطق من القرن ال20. كما ستشهد نسخة 2018 من آرت دبي إضافة صالة عرض جديدة تحت عنوان «رزيدنتس» والمخصصة لعرض أعمال مميزة لفنانين أقاموا في الإمارات ضمن برنامج إقامة فنية فريد من نوعه. ويتميز آرت دبي ببرامجه الفنية والثقافية التي تتجاوز أروقة المعرض مثل الذكرى العاشرة لجائزة أبراج للفنون ومنتدى الفن العالمي الذي يبحث هذا العام فكرة الأتمتة والروبوتات إضافة إلى سلسلة من الأعمال التفويضية لمجموعة جي. سي. سي. الفنية الخليجية في عمل تشاركي يرحب بالجمهور ضمن أروقة آرت دبي تحت عنوان «صباح الخير جي. سي. سي.» فضلاً عن برامج خاصة بعد ساعات عمل المعرض وزيارات حصرية لمجموعات ومساحات ومعارض ومؤسسات فنية وثقافية في مختلف إمارات الدولة. كما يعزز المعرض بصمته الفنية والثقافية من خلال فعالياته الفنية والتعليمية المتواصلة على مدار العام مثل كامبس آرت دبي لتعليم الفنون وهو برنامج تعليمي يقدم التدريب المهني لفناني الجيل القادم وكذلك سلسلة «آرت دبي بورتريتس» وهي سلسلة أفلام قصيرة تسلط الضوء على فنانين من منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وجنوب آسيا وأعمالهم ونشاطاتهم الفنية. ويقام آرت دبي بالشراكة مع مجموعة أبراج وتحت رعاية جوليوس باير وبياجيه فيما تستضيف مدينة جميرا الحدث وتسهم هيئة دبي للثقافة والفنون بكونها الشريك الاستراتيجي لمعرض أٓرت دبي والداعم للبرنامج التعليمي على مدار العام ويقدم مركز مسك للفنون دعمه من خلال كونه الشريك الحصري لبرنامج آرت دبي مودرن للفن الحديث.