نوه المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن المستشار القانوني منصور بن أحمد المنصور بالجهود الكبيرة المبذولة من دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن، المعنية بتقديم أفضل ما يمكن من الدعم للشعب اليمني وحكومته الشرعية، سواء على المستوى الإنساني الذي تشهده الأراضي اليمنية حالياً، أو على مستوى الدعم العسكري للجيش اليمني النظامي، عبر عمليات عسكرية غالباً ما تكون جوية. وشدد على ان قوات التحالف دائما ما تأخذ من الدقة في ضرب الأهداف العسكرية أولوية، معتمدةً على تقنيات حربية حديثة ومتقدمة ومتطورة جداً، تضمن الإصابة المباشرةً والدقيقة لأهدافها العسكرية، المتمثلة في مواقع عسكرية لميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، إلى جانب مراعاة أن تكون هذه الضربات الجوية متوافقة مع القانون الدولي الإنساني، وقواعده العرفية، وقواعد الاشتباك. واستعرض المنصور في مؤتمر صحافي عقده في نادي ضباط القوات المسلحة بمدينة الرياض أمس (الاثنين)، نتائج تحقيق فريق التقييم في الادعاءات الموجهة من جهات ومنظمات دولية للعمليات العسكرية المنفذة من قوات التحالف في اليمن، واستهدفت بها عناصر أو مواقع لميليشيا الحوثي، لافتاً إلى أن الضربات الجوية العسكرية التي نفذتها طائرات قوات التحالف كانت دقيقة جداً في تحديد أهدافها، وفق الإجراءات القانونية الدولية ذات العلاقة بقواعد الاشتباك العسكري. وبلغ عدد الحالات التي أوردها المنصور في هذا المؤتمر 14 حالة ادعاء جرى التحقيق فيها وتقويمها اخيراً، وتمثل استكمالاً لحالاتٍ مماثلة خضعت للتقويم منذ بدء أعمال الفريق، الذي شُكّل عبر مبادرة من دول التحالف، تهدف إلى التركيز في تنفيذ عملٍ عسكري مثالي ومتقن، يضمن الحفاظ على أرواح المدنين، بوصفه أهمية وأولوية لا يمكن التهاون بها، وتؤكد الجدية من هذه الدول في تحملها نتائج أي خطأ قد يطرأ على هذا العمل. تقييم تقارير «الصليب الأحمر» و«العفو الدولية» تناول المستشار القانوني منصور بن أحمد المنصور، في بداية سرده لنتائج تقييم الفريق، التقارير الصادرة عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة العفو الدولية، والبيان الصادر عن قوات التحالف المشتركة، بخصوص تعرّض منطقة سكنية في حي «فج عطان» بتاريخ 24 آب (أغسطس) الماضي الساعة الواحدة والنصف فجراً لضربات جوية بقنبلتين أصابتا مجمعاً سكنياً إصابة مباشرة، نتج عنهما مقتل 33 شخصاً وجرح 12 آخرين بحسب ما ورد بالادعاء. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن، أن الفريق قام بالتحقق في بداية الأمر من وقوع الحادثة، ومن ثم الاطلاع على جميع الوثائق، بما في ذلك إجراءات وقواعد الاشتباك، وجدول حصر المهمات اليومية، وتسجيلات الفيديو للمهمة المنفذة والصور الفضائية لموقع الاستهداف، وتقييم الأدلة. وقال إنه تبين للفريق المشترك أن قوات التحالف الجوية، وبناء على معلومات استخباراتية، قامت يوم (الجمعة) عند الساعة (1:57) فجراً بتاريخ 25 أغسطس 2017 بالتعامل مع هدف عسكري، عبارة عن منظومة لمراقبة الاتصالات يقع في جبل فج عطان بصنعاء، وتستخدم للأغراض العسكرية، ونفّذت المهمة بواسطة طائرتين وباستخدام عدد أربع قنابل موجهة، أصابت ثلاث منها الهدف العسكري إصابة مباشرة، فيما انحرفت القنبلة الرابعة عن الهدف لأسباب تقنية بحتة (خلل تقني في القنبلة وعدم استجابتها لآلية التوجيه)، نتج عنه سقوطها على مجمع سكني يبعد عن منطقة الهدف 300 متر تقريباً، الأمر الذي سبب وقوع ضحايا وإصابات بين المدنيين وأضرار مادية. ولفت إلى أن الفريق المشترك بعد الاطلاع على البيان الإعلامي الصادر عن قوات التحالف بخصوص هذه الحادثة، وإقرارهم بوقوع خطأ غير مقصود أثناء تنفيذ المهمة الجوية باستهداف أحد الأهداف العسكرية، الذي نتج عنه انحراف إحدى القنابل عن الهدف وسقوطها بصورة عرضية على الأعيان المدنية القريبة من الهدف، وبعد صدور البيان الإعلامي لقوات التحالف، باشر الفريق المشترك بالتحقق من هذه الحادثة والوقوف على جميع ملابساتها ووقائعها، والتأكد من أسباب سقوط القنبلة على المجمع السكني. وتوصَّل الفريق المشترك على ضوء ذلك إلى أن سقوط القنبلة جاء بشكل عرضي وغير مقصود نتيجة (خلل تقني)، وعليه يرى الفريق المشترك نظر دول التحالف بتقديم مساعدات لذوي الضحايا والمصابين وما نتج عنه من أضرار مادية. سقوط الحماية القانونية ل«بيت الصوفي» تطرق المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث في اليمن إلى تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر الصادرة بتاريخ 22 أيلول (سبتمبر) الماضي، المتضمن الادعاء بأن قوات التحالف الجوية قامت بتاريخ 17 حزيران (يونيو) الماضي بقصف مبنى يسمى (بيت الصوفي)، في حوالى الساعة العاشرة صباحاً في بلدة المشنق في مديرية شذا بمحافظة صعدة. وقال: «قام الفريق بالتحقق من وقوع الحادثة، وبعد الاطلاع على جميع الوثائق، بما في ذلك إجراءات وقواعد الاشتباك، وجدول حصر المهمات اليومي، وتسجيلات الفيديو للمهمة المنفذة والصور الفضائية لموقع الاستهداف، وتقييم الأدلة، تبين أن قوات التحالف رصدت تجمعات لميليشيا الحوثي المسلحة، إضافة إلى عربات مسلحة جوار مبنى مهجور يبعد عن الحدود الدولية للمملكة العربية السعودية 490 متراً، وبالتالي سقطت الحماية القانونية للمبنى، لوجود التجمعات الحوثية والعربات المسلحة بجواره، واستخدامه في الأغراض العسكرية، عليه قامت قوات التحالف الجوية بقصف الموقع وإصابته، مبيناً أن الفريق توصل إلى أن استهداف الموقع يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية». وعن الادعاء الوارد في التقرير السنوي لمفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان بتاريخ الرابع من آب (أغسطس) 2016، المتضمن «قيام قوات التحالف بتاريخ الثامن من أغسطس 2015 باستهداف مركز الملاريا والمنطقة المحيطة به في مديرية حيس بمحافظة الحديدة، بثلاث غارات جوية، قال المنصور: «بعد الاطلاع على جميع الوثائق تبيّن للفريق أنه لم تنفذ قوات التحالف أية مهمات جوية في محيط منطقة الادعاء، إلا أن الفريق المشترك توصل إلى أنه بتاريخ 7-8- 2015، وبناءً على معلومات استخباراتية من الداخل اليمني تفيد باستخدام قيادات من ميليشيا الحوثي المسلحة مبنى بمديرية حيس بمحافظة الحديدة، عليه قامت قوات التحالف الجوية بقصف المبنى المذكور باستخدام قنبلة موجهة أصابت الهدف، باعتباره هدفاً عسكرياً مشروعاً سقطت عنه الحماية القانونية». وأشار إلى أنه اتضح للفريق المشترك أنه لم يسبق الإخطار عن المبنى محل الادعاء بأنه منشأة طبية، وبالتالي لم يكن من ضمن الأهداف المحظور استهدافها. وبعد اطلاع الفريق على تسجيلات الفيديو للمهمة المنفذة، تبين أن المبنى (محل الادعاء) لم تكن عليه أي علامات تشير إلى استخدامه كمرفق طبي، لافتاً إلى أنه تبين للفريق المشترك لتقييم الحوادث صحة وسلامة الإجراءات المتبعة من قوات التحالف، بما يتفق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية. عدم قصف أي منازل في قرية محضة بمديرية الصفراء حول ما ورد في تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر المتضمن الادعاء بقيام قوات التحالف بقصف عربة كانت تنقل عائلة على مقربة من جسر الهاملي الذي يبعد (10 كيلومترات) شمال معسكر خالد بن الوليد بمديرية موزع في محافظة تعز تسبب الهجوم بمقتل امرأة وجرح خمسة أشخاص. قام الفريق المشترك لتقييم الحوادث بالتحقق من وقوع الحادثة، وبعد الاطلاع على جميع الوثائق بما في ذلك إجراءات وقواعد الاشتباك، وجدول حصر المهام اليومي، وتسجيلات الفيديو للمهمة المنفذة والصور الفضائية لموقع الاستهداف. وبعد تقويم الأدلة، توصل الفريق المشترك لتقييم الحوادث إلى أن قوات التحالف الجوية قامت بمساندة القوات الشرعية بتنفيذ أربع مهام جوية باستخدام قنابل موجهة على أهداف عسكرية مشروعة كانت تشكل خطراً حالاً على القوات الشرعية، كان أقربها يبعد مسافة الفي متر عن جسرالهاملي، وبفارق زمني أربع ساعات عما ورد بالادعاء. وثبت للفريق المشترك لتقييم الحوادث بناءً على ذلك؛ أن قوات التحالف لم تقصف العربة محل الادعاء في مديرية موزع بمحافظة تعز، كما ثبت للفريق المشترك لتقييم الحوادث صحة وسلامة الإجراءات المتبعة من قوات التحالف في التعامل مع الأهداف العسكرية المشروعة. وفي ما يتعلق بما ورد في تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر المتضمن قيام قوات التحالف في الرابع من آب (اغسطس) 2017 أثناء الليل بقصف منزل مبنى من الطين في قرية محضة بمنطقة الصفراء بمحافظة صعدة، ما تسبب بمقتل تسعة أشخاص من بينهم ثلاث نساء وستة أطفال، وجرح ثلاثة آخرين، قام الفريق بالتحقق من وقوع الحادثة، وبعد الاطلاع على جميع الوثائق بما في ذلك إجراءات وقواعد الاشتباك، وجدول حصر المهام اليومي، والصور الفضائية، وبعد تقويم الأدلة، توصل الفريق إلى أن قوات التحالف لم تنفذ أي مهام جوية على قرية محضة بتاريخ الادعاء، وكان أقرب هدف تم قصفه هو تجمعات لميليشيا الحوثي المسلحة تبعد عن الحدود الدولية للمملكة العربية السعودية مسافة ستة كم وتبعد عن الموقع الذي ورد في الادعاء مسافة 49 كم. وعلى ضوء ذلك؛ ثبت للفريق المشترك لتقييم الحوادث أن قوات التحالف لم تقصف أي منازل في قرية محضة بمديرية الصفراء في محافظة صعدة بتاريخ الادعاء.