أكّد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الدكتور فيصل الصقير أن لجنة تقصي الحقائق التي أمر بها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير سلطان بن عبدالعزيز، زارت عدداً من المطارات الرئيسيةوطرحت أسئلة عن الخدمات، وتمت الإجابة عليها، مشيراً إلى أنها ستصدر تقريراً عما توصلت إليه. ورفض الصقير خلال حفلة تخريج دفعة من معهد الاحتراف للطيران التابع لهيئة الطيران المدني في الرياض أمس، التعليق على شكاوى مواطنين وانتقاد مسؤولين في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وأعضاء مجلس الشورى من سوء وضع قطاع الطيران والمطارات والخدمات. كما لم يعلق على سؤال عن اتهامات لهيئة الطيران المدني بمحاباة الخطوط الجوية العربية السعودية، وآخر عن تحميل «الهيئة» مسؤولية توقف شركة «سما» للطيران وتعثر شركة «ناس» بسبب طريقة تسعير الوقود. ورداً على سؤال عما توصلت إليه لجنة تقصي الحقائق التي أقرها ولي العهد سواءً في هيئة الطيران المدني أو الخطوط الجوية العربية السعودية، قال الصقير: «قامت اللجنة بزيارات لعدد من المطارات الرئيسية، ولديهم أسئلة كثيرة عن الأشياء التي أثيرت في وسائل الإعلام، وأجبناهم عليها، وسيخرج تقرير لهم، ونحن في الهيئة نبذل كل جهدنا كي نوضح الحقائق». وذكر أن «الهيئة» بحاجة إلى معاهد تدريب كثيرة شبيهة بمعهد الاحتراف للطيران، حتى تدعم حاجات السعودية من المتخصصين في مجالات ذات علاقة بعلوم الطيران، مشيراً إلى وجود نقص كبير في هذا المجال. وتحدث عن حرص الحكومة على تأهيل القوى العاملة ودعمها وتشجيعها للقطاع الخاص مثل المعاهد والمؤسسات التعليمية والتدريبية المختلفة، داعياً الهيئات الحكومية والشركات الخاصة إلى الإنفاق على هذا الاستثمار بسخاء لمواكبة التطورات العلمية والتقنية المتلاحقة، والمتغيرات المستجدة وتحقيق المزيد من المواءمة بين البرامج التدريبية وحاجات سوق العمل من القوى الوطنية المتخصصة لخدمة أهداف خطط توطين الوظائف بمختلف فئاتها ومستوياتها، وتحقيق أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وأثنى الصقير على خطط المعهد للتحول إلى أكاديمية متخصصة في علوم صيانة الطائرات تستقبل الطلاب من حملة الثانوية العامة، معتبراً أن هذه الخطوة ستسهم في تأمين حاجات قطاع الطيران المدني في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي من الكفاءات والكوادر المؤهلة في الوقت الذي تشهد فيه هذه الصناعة نمواً متزايداً في حجم الطلب على هذه التخصصات. من جهته، أكد العضو المنتدب لشركة الاحتراف للاستثمار التجاري المستشار إبراهيم الصغير، أن السعودية تشهد متغيرات جذرية ينبغي رصدها وتقويمها، وخلق الفرص الاستثمارية الناجمة عنها، وفي ظل ذلك فإن هناك حاجات كبيرة لتدريب وتأهيل كفاءات سعودية متخصصة تدعم وتنفذ الخطة التنموية المستدامة التي تمر بها المملكة. ولفت إلى أن المعهد استقطب خلال الأعوام الماضية كوادر مؤهلة في إعداد المناهج بهدف التعليم والتدريب ونقل الخبرات إلى منطقة الخليج لتلبية الحاجات المتنامية في مجال الخدمات التعليمية والتدريبية، والاستفادة من الفرص المتاحة داخل المملكة وخارجها، وجرى تأهيل المعهد ليكون أحد مصادر التدريب للدورات الفنية المتخصصة التي كان يتم الابتعاث لها بالخارج، ما أسهم في خفض الكلفة المالية وأتعاب السفر، عدا ما قد يتعرض له المبتعث وأفراد عائلته من صعوبات. وشدد على أن المعهد يمتلك القدرة على التوسع في مجال الطيران، لتوافر الخبرة وتكامل العناصر الأساسية، معتبراً أن تحويل نشاط المعهد الحالي إلى أكاديمية متخصصة في علوم الطيران هو تطور طبيعي وتوسع مطلوب. وتطرق المشرف الأكاديمي على البرامج والدورات مدرب مادة التحقيق وإدارة حوادث الطائرات العميد المهندس متقاعد عبدالوهاب صائم الدهر، إلى أن المعهد يدرب الملتحقين به على العلوم الفنية، خصوصاً التحقيق في حوادث الطائرات والوقاية منها وطرق صيانة الطائرات والدورات الإدارية المساندة لها المعتمدة دولياً، وكذلك الدورات التطويرية والتأهيلية في الحاسب الآلي واللغة الإنكليزية منذ عام 1427ه، مشيراً إلى أن نحو 5 آلاف متدرب تخرجوا منه من منسوبي القطاعات العسكرية والأمنية في دول مجلس التعاون الخليجي.