بدأ الجيش اليمني فجر أمس، بدعم من التحالف العربي، عمليتيْن عسكريتيْن منفصلتيْن لدحر ميليشيات الحوثيين، الأولى شمال محافظة حجة، والثانية شمال صعدة، قرب الحدود اليمنية- السعودية. بموازاة ذلك، فرضت الميليشيات حصاراً كاملاً على مديرية الجراحي جنوب الحديدة، وحظرت التجوّل في المدينة ونفذت حملات للتجنيد الإجباري. ولليوم الثاني على التوالي، اندلعت احتجاجات في العاصمة صنعاء ضد الحوثيين أمس، نظّمها عشرات المواطنين للمطالبة بتوفير مادة الغاز المنزلي التي شهدت انقطاعاً منذ أيام. وبدأ الجيش بتنفيذ عملية في عمق مديرية حرض، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، بعدما أجبرت سكانها على الخروج منها وحولتها منطقة عمليات عسكرية. وتُعد حرض ثانية كبريات مديريات حجة، وتبعد عن الحدود السعودية نحو ستة كيلومترات. كما أعلن الجيش اليمني إطلاق عملية شاملة ضد الميليشيات لتحرير مديرية رازح شمال صعدة، المعقل الرئيس للحوثيين. وأشار المركز الإعلامي التابع للواء السابع حرس حدود، إلى أن العملية تتم بمشاركة اللواءين السادس والسابع حرس حدود، وبدعم من مقاتلات التحالف، التي دمرت ثلاث مركبات عسكرية للميليشيات في جبهة البقع. وقُتل عددٌ من مسلحي الميليشيات وجُرح آخرون في غارات للتحالف على تعزيزات عسكرية في مديرية الملاجم في محافظة البيضاء جنوباً. ويسعى الحوثيون إلى استعادة مواقع ومرتفعات جبلية خسروها في مديرية ناطع، التي أعلنت قوات الشرعية استكمال السيطرة عليها بعد معارك أوقعت 30 قتيلاً في صفوف الحوثيين. وقصف التحالف مواقع للميليشيات غرب صنعاء أمس، وقال سكان محليون لموقع «المشهد اليمني» إن «الغارات قصفت في شكل متكرر مواقع في جبلي عيبان والأسود». إلى ذلك، أفادت تقارير بأن عشرات اليمنيين نظموا وقفة احتجاجية أمام مبنى أمانة العاصمة، وأحرقوا إطارات سيارات وسط انتشار مكثّف لمسلحي الميليشيات، بعد إغلاق محطات تعبئة الغاز المنزلي. واتسعت التظاهرات لتشمل عدداً من شوارع صنعاء بعدما قمعت الميليشيات أول من أمس احتجاجات محدودة في شارع الزراعة واعتقلت محتجين، وسط سخط شعبي متزايد على تصرفات الحوثيين في افتعال أزمات معيشية والمتاجرة بمعاناة الناس. ووصل سعر أسطوانة الغاز (20 لتراً) في مناطق سيطرة الحوثيين إلى ما بين 7000 و9000 ريال يمني، بعدما كانت عند 4000 ريال قبل افتعال الأزمة الأخيرة. وتجني الميليشيات مبالغ كبيرة من تجارة السوق السوداء للمشتقات النفطية، قدّرتها إحدى الدراسات المحلية المتخصصة بنحو 1.5 مليون دولار يومياً لمادة البنزين فقط. واتهمت المنظمة الدولية للسلام جماعة الحوثيين باستخدام نحو 1202 معتقلاً يمنياً دروعاً بشرية في سجونها، موزعين على 59 مركز احتجاز في 12 محافظة يمنية. ودشنت المنظمة أعمالها في ندوة عقدت في الأممالمتحدة أول من أمس، بتقريرين عن الانقلاب الحوثي في اليمن وتأثيره الإنساني على المدنيين، واستخدام المعتقلين دروعاً بشرية. وأشار نائب رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني، العضو المؤسس في المنظمة همدان زيد دماج إلى أن «مراكز الاعتقال تضم مدارس ومرافق سكنية ونواديَ رياضية تحولت إلى ثكنات للحوثيين».