أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال محادثات هاتفية عن «قلق عميق» إزاء الوضع في سورية وخصوصاً غوطة دمشقالشرقية، حيث لا تزال الأممالمتحدة غير قادرة على إيصال المساعدات إلى المنطقة المحاصرة، والتي تُعدّ آخر معاقل فصائل المعارضة قرب العاصمة. وأجرت فرنسا سلسلة اتصالات دولية وإقليمية في شأن سورية أول من أمس، لجهة التوصل إلى تطبيق القرار الدولي الذي يدعو إلى وقف نار لمدة 30 يوماً في كافة أنحاء البلاد وإدخال المساعدات. ووفقاً لبيان صادر عن قصر الرئاسة الفرنسية، فإن ماكرون وغوتيريش «أكدا مجدداً تصميمهما على حمل النظام السوري وحلفائه على تطبيق القرار 2401 خصوصاً في ما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية». وأضاف أن «قوافل الأممالمتحدة يجب أن تتمكن منذ الآن من إيصال المساعدات الطبية والغذائية الضرورية للسكان المحاصرين». وأجرى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان سلسلة اتصالات هاتفية السبت تمحورت حول سورية، خصوصاً مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون لبحث كيفية ممارسة ضغوط من أجل تطبيق الهدنة الإنسانية في الغوطة. كما تشاور مع نظيريه التركي مولود جاويش أوغلو والسعودي عادل الجبير. وأوضحت مصادر فرنسية أن «الأمر يتعلق بمتابعة قرار مجلس الأمن (حول هدنة من ثلاثين يوماً) لم يتم تطبيقها فعلياً على الأرض وتحديد الاحتمالات للأيام المقبلة». وشكلت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والأردن «مجموعة صغيرة» سعياً إلى إعادة إطلاق عملية السلام حول سورية تحت إشراف الأممالمتحدة. وتلعب تركيا التي تدعم فصائل معارضة دوراً أساسياً في هذه العملية. وتحاول الدول الغربية ممارسة ضغوط على روسيا التي صوتت على القرار في شأن الهدنة في 24 شباط (فبراير) الماضي، لكنها تدعم النظام السوري ميدانياً. وقالت مصادر في وزارة الخارجية الفرنسية إن «الروس صوتوا على القرار وهم مسؤولون عن تطبيقه كما أنهم طرف في النزاع». وكان لودريان قدّم اقتراحات عملية خلال زيارة قام بها لموسكو الثلثاء الماضي، بهدف ضمان تطبيق الهدنة. وتطالب فرنسا باعتراف دمشق بالهدنة، وتسهيل دخول قوافل إنسانية تابعة للأمم المتحدة إلى الغوطة مع إجلاء الجرحى الأكثر خطورة. وسينقل لودريان الرسالة ذاتها خلال زيارة يقوم بها اليوم (الإثنين) إلى طهران. وشددت مصادر في «الخارجية» الفرنسية على أن «الزيارة ستكون أيضاً فرصة لتذكير الإيرانيين بمسؤوليتهم إزاء الوضع في سورية».