بعد الموجة القطبية التي هبّت من سيبيريا وأطلق عليها «وحش من الشرق» وضربت دولاً أوروبية خصوصاً جنوببريطانيا وإرلندا وفرنسا وإيطاليا، أتت العاصفة «إيما» من الجنوب لتضرب الولاياتالمتحدة وتسبب إغلاق طرق وإلغاء رحلات جوية ورحلات قطارات. ولقي خمسة أشخاص على الأقل حتفهم بعدما اجتاحت عاصفة عاتية السواحل الشرقية للولايات المتحدة مصحوبة برياح عنيفة وامطار غزيرة وثلوج، فتسببت بإلغاء آلاف الرحلات الجوية أو تأجيلها وأجبرت السلطات على إغلاق مكاتب حكومية فيديرالية في واشنطن. وصدرت تحذيرات من وقوع فيضانات من نيوجيرزي إلى ماساشوستس، وتحذيرات من عواصف ورياح عاتية من الشمال الشرقي إلى ولايات الأطلسي الأوسط. ورافق العاصفة الشتوية «ريبلي» أكثر من 30.5 سنتيمتر من الثلوج في المناطق الغربية والشمالية لولاية نيويورك، فيما هطلت أمطار غزيرة على المناطق الساحلية. وقتل رجل لدى سقوط شجرة على شاحنة كان داخلها في مقاطعة جيمس سيتي في شمال فرجينيا، فيما قتل صبي يبلغ 6 سنوات في مقاطعة تشسترفيلد جنوب ريتشموند عند سقوط شجرة على منزله وهو نائم. وفي مناطق أخرى خارج بالتيمور، قتلت مسنة لدى سقوط غصن كبير في كينغزفيل. كما قتل في تساقط الأشجار فتى في بوتنام فالي في نيويورك، ورجل سبعيني في نيوبورت في رود آيلاند. ويتوقع أن تبقى نيويورك، المدينة الأكثر كثافة سكانية في الولاياتالمتحدة، بمنأى عن الثلوج الكثيفة، لكن من المتوقع أن تسجل 6 سنتمترات من المطر والثلج الخفيف، مع رياح تصل سرعتها إلى 96 كيلومتراً في الساعة. وفي اليابان، قضى شخص نتيجة عاصفة ثلجية ضربت جزيرة هوكايدو في أقصى شمال البلاد وسط تحذيرات للسكان بالبقاء داخل المنازل، وأصيب 5 أشخاص في حادث سير شمل 20 مركبة على الأقل خلال عاصفة ثلجية في محافظة آوموري. وقد ألغيت 100 رحلة طيران وأوقف العمل في أكثر من 500 شركة في هوكايدو، واضطرت مدارس كثيرة لإغلاق أبوابها. وفي فرنسا، قالت الشرطة إن انهياراً جليدياً في منطقة الألب أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة شخص وفقد آخر، جراء موجة الصقيع التي سببت حالة شلل في كثير من أجزاء فرنساوبريطانيا وإرلندا وإيطاليا، وأودت حتى الآن بأكثر من 64 شخصاً معظمهم من المشردين، في حصيلة تشمل ضحايا الألب. وفي إرلندا، أصابت العواصف الثلجية الحياة في معظم أنحاء البلاد بشلل تام، فيما استدعت السلطات البريطانية وحدات من الجيش للمساعدة في مواجهة واحدة من أسوأ موجات الطقس خلال 30 سنة.