أدى تفجير انتحاري بسيارة مفخخة شرق العاصمة الأفغانية كابول، إلى مقتل شخص وجرح حوالى 15 مدنياً. وأشار ناطق باسم وزارة الداخلية إلى «انفجار سيارة في حي قابيل باي، استهدف موكباً لقوات أجنبية». وذكرت بعثة «الدعم الحازم» التابعة للحلف الأطلسي في كابول أنها تتحقق من وجود مصابين أجانب في التفجير. وأكدت وزارة الصحة مقتل طفل وجرح حوالى 15 مدنياً، وعرضت شبكات تلفزة أضراراً لحقت بمنازل مجاورة لموقع التفجير، وصوراً لقوات الأمن تساعد في نقل الجرحى. ويأتي التفجير بعد يومين على عرض سلام قدّمه الرئيس الأفغاني أشرف غني لحركة «طالبان»، يتضمّن الاعتراف بها حزباً سياسياً يشارك في الانتخابات. لكن «طالبان» رأت أن قبول العرض يوازي «الاستسلام»، وأشارت إلى أن «احتلال دولتنا فرض علينا حكومة من النمط الأميركي»، على رغم أنها أعلنت استعدادها لمحادثات مباشرة مع الولاياتالمتحدة، للتوصل إلى «حل سلمي» للنزاع. وكان السفير الأميركي لدى كابول جون باس رحّب ب «موقف شجاع» لغني، وأشاد ب «التزامه تسوية سلمية عبر التفاوض»، بعد نزاع مستمر منذ 16 عاماً بين الحكومة المدعومة من بلاده، و «طالبان». وتحدث عن «مرحلة مهمة تثبت أن كل دول المنطقة تريد حلاً للنزاع، وأن الجميع على استعداد للمساعدة». وينتشر في أفغانستان 16 ألف جندي أجنبي، ضمن قوات الحلف الأطلسي، معظمهم أميركيون، لدعم القوات الأفغانية وتدريبها، والمشاركة في مكافحة الإرهاب. ومنذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ضاعف الجيش الأميركي غاراته الجوية على مواقع «طالبان» ومعسكرات تدريب ومراكز إنتاج مخدرات تابعة لها. لكن مسلحيها شنّوا عمليات عسكرية منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، أدت إلى مقتل 130 شخصاً، بما في ذلك مهاجمة فندق فخم في كابول، واستهداف مجمّع عسكري. وعلى رغم تفاؤل حذر على خلفية انفتاح ظاهر على المفاوضات بين أطراف الصراع، لا تزال كابول في حال تأهب قصوى، خشية مزيد من العنف، فيما يستعد الأميركيون لجولات قتال في الأشهر المقبلة.