مجدداً يشعل نقيب الفنانين السوريين أسعد عيد النار على الجبهة الدرامية المصرية بعدما هدأت حدتها قليلاً بقوله «إن مصر لم تعد هوليوود الشرق من الآن فصاعداً، وإنه آن الأوان لتصبح دمشق هذه ال «هوليوود»، فهي لم تقصر باستضافة الفنانين العرب، وفسحت المجال أمامهم للعمل جنباً إلى جنب زملائهم السوريين من دون تمييز، بعكس القاهرة التي أخذت تضيّق عليهم وتحاول الحد من وجودهم فيها». أسعد عيد وإن أنكر تصريحه المسجل لإحدى الصحف المصرية وكذبه مباشرة قائلاً إنه تمّ تحريفه، ولم يتذكر الجهة التي أطلق أمامها مثل هذا التصريح، الا انه لم ينكر تماماً قوله إن المخرجين السوريين الذين يعملون في مصر هم من المتمرنين «الذين نسمح لهم بالعمل في مصر للتدرب». ثم عاد وبرأ ساحتي المخرجين حاتم علي وباسل الخطيب «اللذين أحترمهما» باعتبار أن «محمد عزيزية أردني وشوقي الماجري تونسي»، فلم يبق هناك في ظننا في الوقت الحالي من المتمرنين السوريين في مصر سوى المخرج محمد زهير رجب الذي انتهى أخيراً من تصوير مسلسل «أنا قلبي دليلي» الذي يحكي قصة حياة المغنية الراحلة ليلى مراد. اذن، يبدو رجب المقصود بكلام نقيب الفنانين السوريين الذي لم يحظ حتى اللحظة بعضوية النقابة السورية، وإن حصل على إذن من نقابة بلاده يؤهله ضمنياً للعمل في مصر لأن هذا اتفاق ساري المفعول بين النقابتين في كلا البلدين بهدف تنظيم العمل الفني فيهما. لا نعرف ما هي الصيغة التي منح من خلالها رجب إذن النقابة السورية ليصبح بحسب عيد مخرجاً متمرناً في الساحة المصرية، لكن كلام نقيب الفنانين يوحي بأن كل مخرج لم يحصل على عضوية النقابة سيظل متمرناً إلى أجل غير مسمى حتى وإن أخرج عدداً من المسلسلات كما هي حال رجب الذي سبق له وعمل مساعداً لنجدت أنزور لأكثر من 10 سنوات قبل أن يفكر بالانشقاق عنه. بهذا المعنى، فإن الاستخفاف بمنح أذون العمل لمخرجين متمرنين بغية التدرب في ساحات فنية أخرى يسيء إلى النقابة نفسها، فنحن لا نعرف المعايير التي تمنح من خلالها هذه التصاريح، بخاصة أن رجب أخرج ثلاثة مسلسلات حتى اللحظة وما زال متمرناً بحسب أسعد عيد. وربما تطول ساعات تمرنه أكثر من اللازم لاعتبارات غير مفهومة، هذا إذا اخذنا في الاعتبار أن قلب النقيب عيد هو دليله في معركته الجديدة مع «الأشقاء المصريين»، فإن هذا الدليل سيزيد أمام بعض المصطادين في المياه العكرة متعة تلقف هذه التصريحات التي أطاحت من قبل بالنقيب السابق صباح عبيد، والشغل عليها بما يوسع دائرة الاختلاف بين الفنانين العرب. «أنا قلبي دليلي» ليس مسلسلاً فقط لمخرج سوري متمرن في مصر، بل هو نداء يؤكد فيه أسعد عيد جاهزيته كنقيب للفنانين السوريين للتورط في الرمال المتحركة على أكثر من صعيد. وحينها لن ينفع التظاهر بإنكار هذا التصريح أو تكذيبه في القاهرة أو في دمشق.