تجاوزت طالبات مراحل الغش التقليدية، وما عدنا يلجأن لاستخدام «البراشيم»، أو التلصص على أوراق الأخريات، واعتمدنا في «غشهن الجديد» لغة الإشارة والرموز. وفيما تراهن الطالبات على عدم كشف سرهن، توعدتهن أخريات بفضح طرقهن. وقالت طالبات إن «البراشيم أصبحت تقليداً قديماً، وسهلة الكشف من جانب لجان المراقبة»، موضحات أن «طالبات ابتدعنا طرقاً للغش من الصعب اكتشافها أو استخدامها كدليل، ما أثار حفيظة الطالبات اللاتي يتعبن في تحصيلهن الدراسي، ويرين النتيجة واحدة مع الغشاشات». ومن بين طرق الغش «تحريك القلم في اتجاهات معينة»، وتستخدم في الإجابة عن أسئلة «الصح والخطأ»، وأوضحت منال عيسي «إذا وصلت الطالبة إلى هذا النوع من الأسئلة، تعمد إلى تحريك القلم في خط مستقيم، وعند الوصول إلى الإجابة الصحيحة والخيار الصحيح، تحرك القلم مرتين، وإذا كانت خاطئة تحركه مرة واحدة فقط»، مضيفة «أعتقد أن ذلك من أجل تضليل المراقبات، وعدم كشف ما يدور حولهن». وذكرت أن «الطالبات يتفقن على الطريقة قبل دخولهن قاعة الاختبار، ولا يمكن ذكر ذلك أمام المعلمات، وبخاصة مع عدم وجود دليل على الغش». ويعد السعال والعطس، من الطرق الجديدة أيضاً، و»حين تسعل الطالبة مرة واحدة يعنى أن الإجابة الأولى صحيحة، ومرتين تعني أن الإجابة خاطئة»، بحسب روان محمد، الطالبة في الثانوية، وتذكر أن «الطالبات يعتبرنها طريقة سهلة، ولا يمكن للمراقبات كشفها، إلا انه من الضروري أن تظهر تلك الطرق للعلن، ليتم تفاديها أو التشويش عليها من جانب لجان الاختبارات بأي طريقة كانت». ومن بين الطرق مناداة «صباح» أو «خولة»، وهما ليستا طالبتين، وإنما الاسم الأول يدل على أن الإجابة صحيحة والثاني خاطئة، وأكدت مجموعة من الطالبات أن «الطالبة التي تجلس إلى نهاية المدة الزمنية للاختبار، تحصد نتيجة جيدة وان لم تذاكر»، وأرجعت يارا عبد العزيز السبب إلى «تكدس الطالبات أو مرورهن أمام قاعات الاختبار، ويحفظن رموزاً متفقاً عليها مسبقاً في حال جلست إحدى عضوات الشلة في القاعة إلى نهاية الفترة، ليتم إسعافها بالإجابات المشفرة»، مؤكدة :»البعض لا يكون من ضمن الشلة، إلا انه يستمع للإجابة، ولا تعلم إلى أي سؤال تعود، فتخمن الطالبة الإجابة وفق أول حرف، من السؤال، وأول حرف من الجملة التي أطلقتها الطالبة خارج القاعة، حيث إن تلك الجمل لا تسترعي انتباه المراقبات، لأنها ومن الملاحظ في شكل عام لا علاقة لها بالمنهج». ومن جهتها، أوضحت مسؤولة شؤون الطالبات في مكتب الإشراف التربوي في محافظة القطيف دليلة السبيعي، أن «مراقبات الاختبار لا يخضعن إلى أي دورات متعلقة في طرق الغش»، مضيفة أنهن «يتلقين تعليمات مثل عدم المرور كثيراً بين طاولات الاختبار، حتى لا يشغلن أو يلهين الطالبات، وعدم ارتداء الكعب العالي الذي يصدر صوتاً أثناء المشي»، إضافة إلى «استدعاء معلمة المادة لتوضيح الأسئلة». وذكرت «إذا دعت الحاجة يتم استدعاء معلمات المرحل الابتدائية للمراقبة في المرحلتين المتوسطة والثانوية». وأوضحت أنه في «حال أصيبت طالبة بالهلع والخوف من الاختبار، يتم نقلها إلى مكان آخر ولا تجري اختبارها مع بقية الطالبات، وإنما من طريق لجنة اختبار مكونة من إدارة المدرسة». وقالت إن «معدلات الغش ونسبه في مدارس القطيف نادرة جداً وتكاد تكون معدومة». طرق مبتكرة للطالبات في «الغش». (&)