خذلت الكرة لاعبي الاتفاق كما خذلوها أثناء مباراتهم أمام الصف الثاني في فريق الوحدة، ولم تسعفهم الدقائق المتبقية من الشوط الثاني من مصالحتها مرة أخرى، وضمان عودتهم للوضع الطبيعي، الذي كانت تسير معه المباراة من بدايتها، إلى أن وصلت لنقطة التحول مع الدقيقة (69) التي شهدت ركلة الجزاء، وهدف الوحدة الثاني، في الوقت الذي كان الاتفاق متقدماً بثلاثة أهداف، وفي المباراة الأخرى تأخر لاعبو الشباب في الدخول لأجواء المباراة، وهذا ما صعب عليهم زيارة مرمى تيسير الجاسم، إلا مع الدقيقة (33)، وتعثر الوصول مرة أخرى لمرمى الأهلي نظير التقدير غير الجيد من حكم المباراة لبعض الكرات المشتركة داخل منطقة الجزاء، ربما كانت ستغير كثيراً من أحداث ونتيجة المباراة. «مباغتة» أهلاوية «ألغت» الخطورة فاجأ لاعبو الأهلي ضيوفهم لاعبي الشباب بالضغط الباكر على وسط الميدان، وهو ما «أربك» لاعبي الشباب، الذي دخلوا المباراة بتكتيك يعتمد على إغلاق منطقة العمق بثلاثي في محور الارتكاز عطيف والمرحوم والخيبري، ومن خلفهم تفاريس ووليد عبدربه، وترك الحرية لأطراف الملعب زيد المولد وعبدالله شهيل للقيام بدورين مزدوجين دفاعاً وهجوماً، مع منح كماتشو وكيتا والشمراني التحرك في المناطق الدفاعية الأهلاوية، هذه الوجبات والنوايا التي رسمها المدرب هكتور احتاجت لأكثر من (25) دقيقة كي تطبق على أرض الملعب، بالذات أن خماسي الوسط الأهلاوي الجاسم والمر والعبدالله والموسى ومارسينهو، ووحيداً في المقدمة الحوسني أجادوا الضغط على لاعبي الشباب ومحاصرتهم في ملعبهم، وهو ما جعل مرمى وليد عبدالله يجد التهديد المباشر مع أولى دقائق الشوط الأول، ولكن مع مرور الدقائق بدا لاعبو الشباب «استعادة» ثقتهم، وخلقوا بعض الهجمات الخطرة على مرمى المسيليم، كانت الفرصة الخطيرة من أقدام المرحوم أحد عوامل عودة الثقة إلى لاعبي الشباب، وبالفعل تمكنوا من تسجيل الهدف الأول مع الدقيقة (33)، هذا الهدف لم يأت بفاعلية كما كان متوقعاً، بأن تتضاعف الجهود لدى لاعبي الشباب على وجه التحديد من أجل تحقيق نتيجة مميزة في الشوط الأول بتسجيل هدفين، إلا أن الهدوء مع نهاية الشوط الأول لم يكن «مثالياً» لفريق يبحث عن تسجيل ثلاثة أهداف خلال التسعين دقيقة، ووضح تأثر لاعبي الشباب من الضغط العصبي والنفسي مع انطلاق الشوط الثاني، وتأخروا كثيراً في ترتيب صفوفهم من أجل البحث عن الهدف الثاني، وعلى رغم هذا «الارتباك» إلا أن تقديرات حكم المباراة لبعض الكرات المشتركة لم تمنح الفريق «حقه» في تقليص النتيجة، من خلال ركلتي جزاء قد «تقلب» الأمور رأساً على عقب، في الجهة المقابلة اكتفى لاعبو الأهلي بما قدموه في (30) دقيقة من الشوط الأول، وظلوا يراقبون ما يقدمه لاعبو الشباب في الغالبية العظمى من دقائق هذا الشوط، حتى حان موعد دخول المحترف البرازيلي فيكتور، ومع دخوله تبدل حال فريق الأهلي، الذي وجد لاعبوه مساحات في وسط ملعب الشباب جراء الاندفاع المتوقع في الدقائق الأخيرة من المباراة، لذلك سارت المباراة لمصلحة الأهلي مع الدقائق الأخيرة جراء التبديل المثالي، إضافة إلى ترك لاعبي الشباب لمناطقهم في وسط الملعب كما هو متوقع. «غفوة» ألقت بالاتفاق خارج السباق تلقى لاعبو الاتفاق عقاباً قاسياً بصورة مفاجئة مع الدقائق الحرجة من مباراتهم أمام فريق الوحدة، وخانتهم الخبرة الميدانية التي كانوا يتمتعون فيها على منافسيهم لاعبي الصف الثاني في فريق الوحدة، وفي ظل غياب العنصر الأجنبي مع الفريق، فبدل أن يحتاط لاعبو الاتفاق كثيراً من أي نتيجة مفاجئة كما حدث لهم في ملعب الشرائع قبل أيام، إلا أن الكرة «خذلتهم» حينما تركوا تطبيق واجباتهم بالصورة المثالية، التي تضمن لهم بنسبة كبيرة تجاوز هذه المباراة من دون صعوبات، خصوصاً ونتيجة الشوط الأول كانت مشجعة لزيادة التركيز، والانضباط مع مجريات الشوط الثاني، فلاعبو الوحدة وبدلاؤهم في دكة البدلاء اعتمدوا على الروح القتالية طوال التسعين دقيقة، حتى والفريق يتأخر بالنتيجة، إلا أن الرغبة والحماسة لديهم جلبت المكافأة بأن يحقق الفريق «مفاجأة» من العيار الثقيل، وهم يزيحون ثالث دوري زين السعودي عن تكملة المشوار في هذه البطولة، ويتمكنون من التواجد في مباراتي النصف نهائي أمام النادي الأهلي، وحدهم لاعبو الاتفاق من يتحمل النتيجة فلا المدرب ولا الجهاز الإداري لهما دور في ما يحصل من «تراخ» خلال مجرى المباراة، فالتقدم بنتيجة بثلاثة أهداف ومن ثم بأربعة أهداف كان ينبغي أن تسخر الخبرة في حسم الأمور، وإطفاء أي خطورة ينوي لاعبو الوحدة إشعالها، لذلك قدمت الكرة «درساً» جديداً بأنها ميالة مع من يحافظ عليها، ويمنحها التركيز والتعامل الذي يجبرها على الرضوخ له، صحيح أن الدقائق الحاسمة شهدت وجود ركلة جزاء لمصلحة الاتفاق، إلا أن عدم احتسابها من حكم المباراة لا يعني تفوق الاتفاق مع الدقائق الأخيرة من الوقت الحاسم من المباراة.