أكد وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم سعي وزارته إلى المحافظة على موارد المياه وبناء قطاع زراعي قابل للاستدامة، بدلاً من قطاع زراعي ينتج أعواماً ثم ينهار. جاء ذلك خلال توقيع اتفاق بين وزارة الزراعة وجامعة الملك سعود لإنشاء مركز أبحاث وتطوير الزراعة المستدامة (استدامة) في وادي الرياض للتقنية، صباح أمس (الأحد). وأضاف بالغنيم أن مركز أبحاث الزراعة المستدامة مبني على 4 أعمدة رئيسية، الأول هو تنمية البيوت المحمية بأقل كمية من المياه، وهو ما يناسب بيئة المملكة الصحراوية الجافة، والثاني أنظمة الري، إذ إن السعودية متوجهة لتطوير أنظمة الري المرشّد للمياه في الزراعة، والثالث المكافحة الحيوية الذي تسعى وزارة الزراعة من خلاله إلى خفض استخدام المبيدات الكيماوية في إبادة الآفات الزراعية واستخدام أصول طبيعية لا تضر بالبيئة، والرابع تنمية مبدأ الطاقة المتجددة، لأن المملكة تمتلك الكثير من مصادر الطاقة المتجددة القوية وأهمها الطاقة الشمسية، لافتاً إلى أن العمل يجري على تطوير استخدامات الطاقة الشمسية في البيوت المحمية. وتطرق إلى أن وزارة الزراعة تلقت تبرعاً بقيمة 50 مليون دولار من شركة تايوانية للأسمدة وشريكتها المحلية التي تتبع شركة سابك، شرط أن يستخدم ذلك المبلغ للزراعة المستدامة داخل المملكة. ويهدف مركز أبحاث وتطوير الزراعة المستدامة إلى توجيه البحث العلمي لخدمة التنمية الزراعية وتوطين أساليب الزراعة المستدامة التي تستهلك مياهاً أقل، وتطوير النظم المائية والتسميد المناسبة لبيئة المملكة والزراعات المستدامة. وينص الاتفاق على قيام وزارة الزراعة بإنشاء مقر المركز والمختبرات الخاصة به في وادي الرياض للتقنية وتمويله، وربط المركز بمراكز الأبحاث التابعة لوزارة الزراعة، لتصبح محطات مكملة لنشاط المركز في مختلف مناطق المملكة، وتسهيل التعاون العلمي والتقني مع المراكز البحثية داخل الجامعة وفي المملكة والمنظمات الدولية الزراعية والمراكز المناظرة في العالم. من جهته، ذكر مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان أن حجم الاستثمارات في وادي الرياض للتقنية في حال استبعاد قيمة الأرض يصل إلى نحو 5 بلايين ريال نصفها من الدولة والنصف الآخر من القطاع الخاص، أما في حال إضافة قيمة الأرض فيرتفع المبلغ إلى 17 بليون ريال. ولفت إلى أن الجامعة طلبت من الدولة أرضاً جديدة تقدر مساحتها ب4 ملايين متر مربع على طريق استراتيجي وقريب من الجامعة شمال الرياض بعد أن تم شغل 70 في المئة من وادي الرياض للتقنية. وطالب بتشجيع الجامعات لإنشاء الحدائق العلمية وأودية التقنية، مؤكداً أن الجامعات لم تعد أبراجاً عاجية بعد أن أصبحت مصادر ثروات الشعوب تأتي من مصدرين رئيسيين هما الجيل المتعلم والأفكار الإبداعية، وهذان المصدران لا يوجدان إلا في المراكز البحثية الرائدة.