تشكل أوراق الاختبارات المدرسية، بما تحمل من عبارات استعطاف وإجابات غير متوقعة ورسومات مضحكة، جانباً مسلياً لعدد كبير من المعلمين والمعلمات. وكانت أجهزة الهاتف تناقلت أخيراً، صورة ورقة اختبار، أجاب فيها طالب عن سؤال عن سبب زواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أم سلمة، بأنه: «قسمة ونصيب». ولم تفاجأ معلمة الكيمياء كوثر محمد، أمس، وهي تقرأ على ورقة اختبار إحدى طالبات الانتساب: «تكفين نجحيني والله ما أنساكِ من الدعاء كل يوم»، مؤكدة بأننا «اعتدنا رؤية مثل هذه العبارات المسلية من وقت لآخر». وتبتسم معلمة الرياضيات مريم الناصر، وهي تتذكر العديد من الإجابات المضحكة، وعبارات الاستعطاف، والرسومات التي تصادفها أثناء تصحيح الأوراق، مؤكدة أننا «نضحك كثيراً ونتبادل آخر ما صادفنا من طرائف أثناء التصحيح في غرفة المعلمات»، لافتة إلى عبارات كثير ما تصادفها في موضع الإجابات مثل: «ارحميني»، و»ساعديني أرجوك»، و»أعرف بأن إجابتي خطأ، لكن أسئلتك صعبة»، إضافة إلى «كتابة أرقام عشوائية لا تمت للسؤال بصلة». وتابعت بأن «بعض الفتيات يقمن بإعادة كتابة السؤال في موضع الإجابة، وأخريات يكتبن أسئلة إضافية، ويتولين الإجابة عنها، مطالبات أن تقوم المعلمة باحتسابها»، ولفتت إلى أن «طالبات يرسمن أمام إجابتهن الصحيحة وجهاً ضاحكاً، ومقابل ما لم يوفقن للإجابة عنه وجها حزينا»، مشيرة إلى «أننا نبذل قصارى جهدنا لمساعدة الطالبات، ولا يمكننا أن نفعل لهن أكثر من بث أسئلة الاختبار في أوراق المراجعة، التي لا تتعدى عشرة أوراق»، وفي جانب آخر تمتدح مريم البنات لأنهن «أكثر جلداً على المذاكرة»، وتقول: «بالنسبة لأبنائي، لا أعاني كثيراً في حث البنات على المذاكرة خلاف البنين، الذين سرعان ما يهربون للشارع بذرائع عدة». وتشير معلمة الفيزياء زينب الناصر إلى أن «أكثر ما يضحكني الإجابات غير المتوقعة على أسئلة التعليلات»، ومن جهة أخرى أشارت «للأزمة التي يتسبب فيها وجود جيلين من الأبناء في منزل واحد، أحدهما ليس لديه اختبارات، والآخر لديه»، شاكية من إزعاج أبنائها في المرحلة الإبتدائية لأخوتهم في بقية المراحل، وعدم مراعاتهم حاجتهم للهدوء». وتقول معلمة اللغة الإنكليزية فاطمة محمد: «رغم أنه لم يمض على عملي في هذا المجال سوى ثلاثة أشهر، إلا أن أوراق الاختبارات الشهرية كثيراً ما تحملني على الضحك»، لافتة إلى أن بعض الطالبات يجيبون عن الأسئلة باللغة العربية، وأخريات يكتبن ترجمة الأسئلة»، مستعرضة موقفاً اعترضها الأسبوع الماضي، أثناء مراقبتها على اختبار الإنشاء لطالبات الإنتساب، قائلة: «أخذت إحدى الطالبات الكبيرات في البكاء، معللة السبب بأن أولادها في المدرسة، ولأن الموبايل ممنوع في القاعة، فهي لا يمكنها الإتصال بالسائق، الذي يقف في انتظارها، من أجل أن تحثه على الذهاب لأخذهم»، وتتابع فاطمة أن «طالبة أخرى في القاعة أضحكتنا، وهي تعترف بأنها تحمل موبايل، ونظراً لأن الحالة إنسانية، اضطررنا لمخالفة النظام، والسماح للطالبة الباكية أن تتصل بسائقها من دون معاقبة المخالفة»، لافتة أيضاً لطالبة أخرى «فاتها اختبار الحاسب قبل يومين لعدم معرفتها بوجود اختبار للحاسب، على رغم وجود إعلان عنه في المدرسة، واطلاع الجميع عليه، بمن فيهن طالبات الانتساب، ما دفعها لإغلاق الموبايل، والاستغراق في نوم عميق، حال بيننا وبين الإتصال بها، وفي سياق آخر تبدي فاطمة ارتياحها، لأن أطفالها لم يتجاوزوا بعد المرحلة الابتدائية، ما يعني عدم دخولها في أزمة فترة الامتحانات، بما تحمل من توتر وقلق واكتئاب».