لم يعد فنانو المدن البعيدة عن المدن الرئيسية في السعودية بمنأى عن حركة الفن التشكيلي المحلي والعالمي، وإيقاعها المتجدد؛ فمعرض بين بحرين الثاني الذي نظمته جمعية الثقافة والفنون في قاعة تسامي للفنون الجميلة في مركز الصيرفي مول في جدة أخيراً، وجمع بين فنانين من المنطقة الجنوبية، بيشة وأبها والباحة والنماص وخميس مشيط وجازان، بنظرائهم الفنانين من مكةالمكرمةوجدة والمدينة المنورة، شهد أعمالاً مفاهيمية مميزة لعدد كبير من المشاركين الذين لا يزال معظمهم في العقد الثاني من العمر. وعندما يشاهد المتلقي أعمالاً بهذا الوعي المبكر بفن ما بعد الحداثة بأيدي هؤلاء الناشئة فإنه في الواقع لابد أن يستشرف مستقبلاً زاهراً لتجاربهم المقبلة، هذا إذا علمنا أن الفن المفاهيمي اليوم لا يزال في حالته التطويرية في السعودية، ولا يمارسه إلا نفر قليل من التشكيليين السعوديين. المعرض الذي افتتحه رجل الأعمال عبدالرحمن آل الشيخ، حضره عدد كبير من محبي الفنون الجميلة. وقال مدير جمعية الثقافة والفنون في جدة عبدالله التعزي: «نحن نستضيف هؤلاء الفنانين من منطقتين مختلفتين في جدة عروس البحر الأحمر لنقدم تجاربهم المختلفة للجمهور والتعريف بهم وبثقافتنا البصرية في المملكة، وما توصلوا إليه في المدارس الفنية المختلفة». وزاد: «لذا ينبغي أن نشعر بالامتنان لمشاركة هؤلاء المبدعين بحثاً عن التآخي للمبتكرين في عالم الإبداع، لأن الفن بقدر ما هو تعبير في داخل الفنان فإنه ناقوس يجمع بين الماضي والحاضر من تراث وعادات وأعراف سائدة في مجتمعنا». وأضاف إن الفنون على اختلاف أشكالها وألوانها هي المقدمة الأولى لكل الحضارات الإنسانية والإيقاع الذي يسير عليه نبض حضارة الأمة، فتنمو بذلك تلك الحضارة وتورق لتفتح الطريق أمام جوانب الحضارات الأخرى وتمضي قدماً في مسيرة الرقي الإنساني». وقدمت الجمعية خلال الافتتاح عدداً من الموسيقيين الشباب الذين شاركوا بمعزوفات موسيقية على آلة الجيتار، أضافت بعداً فنياً آخراً على المعرض