أتت التجارب المشاركة في معرض «بين بحرين» التشكيلي الذي نظمته أخيراً جمعية الثقافة والفنون في جدة، ممتلئة بالأفكار والرؤى الجديدة والتي حرص أصحابها على التنوع والتنقل بين المدارس الفنية وأساليب التعاطي معها برؤية مختلفة من خلال 80 عملاً لأكثر من 50 فناناً وفنانة. وقد أحسنت الجمعية صنعاً حينما أوثقت عرى الترابط بين فناني الساحل الشرقي والساحل الغربي في السعودية في بيت الفنانين التشكيلين بمركز الجمجوم التجاري، وقدمت بعض الأسماء الشابة للمشهد التشكيلي المحلي. وأوضح مدير الجمعية عبدالله باحطاب أن فكرة معرض «بين بحرين» تهدف إلى التقارب و التآلف بين الفنانين في جميع مناطق المملكة، «بداية مع فناني المنطقة الشرقية على ساحل بحر الخليج والذي يمثل ثمرة جهود الفنانين المشاركين»، مضيفاً: أن هذا المعرض يأتي كنوع من التغيير في فكرة إقامة المعارض التشكيلية، بحثاً عن اللقاء والتآخي بين المبدعين. وهانحن اليوم مع إخواننا في الساحل الشرقي وما يقدمونه من أعمال مميزة في الأسلوب والطرح التشكيلي والتوافق بين الطرف الثاني الساحل الغربي، وما يقدمونه من ابداعات تليق بما وصل إليه الفنان التشكيلي، وذلك بالمساندة والتشجيع وإيجاد المناخ المناسب والملائم لمسايرة النهضة الكبرى التي شملت مملكتنا الحبيبة». وقال باحطاب إن من المعروف أن الفن «بقدر ما هو تعبير عما يجيش في داخل الفنان نفسه، فإنه يعبر عن الماضي والحاضر من تراث وعادات وتقاليد مما يدعو للفخر بهذا لمعرض، وما يقدمونه من مستوى مشرف في المنطقتين والتي تحمل في طياته كل إبداع في عالم الفن وتعتبر إضافة في عالم الفن والجمال» . فيما أوضح رئيس لجنة الفنون التشكيلية بالجمعية عبدالله نواوي أن الاعتراف بأن الفن «على اختلاف أشكاله وألوانه هو المقدمة الأولى لكل حضارة إنسانية، فهو الإيقاع الذي يسير عليه نبض حضارة الأمة فتنمو بذلك تلك الحضارات وتورق وتزهر لتفتح الطريق أمام جوانب الحضارة الأخرى، لتمضي قدماً في مسيرة الرقي الإنساني». وأضاف: «نتمنى أن تنجح هذه الفكرة للتواصل والتآلف وعرض الأعمال الفنية ليستفيد ويفيد الجميع في تقديم ما هو أفضل في مسايرة ومواكبة عالمنا التشكيلي والتقدم إلى الأمام، مواصلة مع من سبقونا في معارضهم ومشاركاتهم». وبين نواوي أن دور الفن «يظهر بأهدافه السامية في بناء الحضارة، لأن الفن لغة عالمية يعرفها كل الناس، ولذلك وجب علينا أن نحافظ على هذه الوسيلة للحفاظ على حضارتنا والرقي بها في جنبات عالم الفن الجمالي. ومن هنا نقدم الشكر والتقدير لجميع الفنانين المشاركين، وخصوصاً فناني المنطقة الشرقية وما قدموه من مستوى راقي في هذا المعرض». وكان حضور بعض الفنانين من ذوي الاحتياجات الخاصة للمعرض أكد أن الفن للجميع، ولا يقتصر على شريحة في المجتمع من دون أخرى وهو ما سعت إليه الجمعية في مختلف برامجها. يذكر أن المعرض، الذي افتتحه رجل الأعمال حسام خلدون بركات، شهد حضوراً كبيراً من الرجال والنساء.