عاد مسيّرو الكرة السعودية إلى المدرسة البرازيلية لتكليفها بزمام قيادة المنتخب السعودي الأول، وذلك بعد الإعلان رسمياً عن تولي المدرب البرازيلي ريكاردو غوميز لمهمة تدريب «الأخضر» رسمياً مساء أول من أمس. وتأتي العودة إلى المدرسة البرازيلية على رغم أن الأندية السعودية تخلت عنها، إذ لم يتعاقد أي من الأندية ال 14 في دوري المحترفين الموسم الحالي أو الماضي مع أي مدرب برازيلي، باستثناء مدرب الرائد لوتشيو نونيز، في حين كان آخر المدربين الذين أشرفوا على «الأخضر» المدرب آنغوس. ويأتي غوميز ليعزز علاقة وثيقة بين «الأخضر» والمدرسة البرازيلية، إذ سبق أن قاده المنتخب السعودي 14 مدرباً برازيلياً. وبدأت العلاقة عام 1980 الذي شهد تولي قيادة أول مدرب برازيلي الإشراف على تدريب المنتخب السعودي وهو العجوز روبينز مانيللي بعد أن كان المدربون الانكليز هما الأكثر تواجداً على رأس الهرم في تدريب المنتخب، حيث كانت البداية في عام 1970 عبر جورج سيكنز، قبل أن تنتقل زمام الأمور إلى مواطنه بيل مغري في عام 1976، وبعدها بعام واحد فقط تولى الانكليزي روني ألان المسؤولية الفنية، وانتقلت بعد ذلك إلى ديفيد وايد. ويملك البرازيلي غوميز الذي سيكون مثار جدل في الشارع الرياضي السعودي سجلاً مميزاً على رغم ان علاقته مع تدريبات المنتخبات قد تكون خجولة، كون غالبية سجله التدريبي انحصر في الأندية البرازيلية والفرنسية، حيث حقق الثلثاء الماضي لقب بطولة كأس البرازيل مع نادي فاسكو دي غاما، وغوميز مواليد 13 كانون الأول (ديسمبر 1964)، وبدأ مسيرته كلاعب مع فريق فلوميننزي البرازيلي، وشغل مركز قلب الدفاع ولعب معه ستة مواسم من عام 1982وحتى 198، لينتقل بعدها في صيف 1988 إلى بنفيكا البرتغالي وأحرز معه لقب الدوري عام 1991. لينتقل المدافع البرازيلي إلى باريس سان جرمان الفرنسي في عام 1991، ولمدة أربعة مواسم، وقاده إلى لقب الدوري موسم 1993-1994، وإلى لقب الكأس في الموسم التالي. عاد غوميز وفالدو مجدداً إلى بنفيكا وأحرزا معه لقب الكأس المحلية عام 1996. وخاض غوميز 45 مباراة مع منتخب «السامبا» سجل فيها أربعة أهداف، وشارك معه في نهائيات كأس العالم عام 1990 في إيطاليا فخاض جميع المباريات قبل أن يطرد في الدقيقة 85 من المباراة ضد الأرجنتين (صفر-1) في دور ال 16 التي سجل من خلالها الأرجنتيني كانيغيا هدف الفوز لتودع البرازيل البطولة، ليعين مسيرو الكرة البرازيلية غوميز قائداً للمنتخب في مونديال الولاياتالمتحدة عام 1994، لكنه استُبعد قبل ساعات من انطلاقة البطولة بسبب الإصابة، وفاز مع المنتخب البرازيلي بلقب بطولة أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) مرتين. وأعلن ريكاردو غوميز اعتزاله اللعب في 31 حزيران (يونيو 1996) في سن ال31 بسبب الإصابة التي لازمته طويلاً. بدأ النجم البرازيلي مسيرته التدريبية مباشرة بعد اعتزاله، فأشرف على تدريب باريس سان جرمان لموسمين، حيث حل الفريق ثانياً في الدوري موسم 1997، وأحرز لقب مسابقة الكأس موسم 1998، وعاد غوميز إلى البرازيل وتنقل كثيراً فدرب حتى 2004 ستة فرق سبورت رسيفي وفيتوريا وغواراني وكوريتيبا ويوفنتود وفلوميننزي، وأمضى فيها نحو عامين مع منتخب البرازيل الأولمبي (2002-2004)، قبل ان تعاود الأندية الفرنسية طلب وده مرة أخرى، حيث نجح مسؤولو فريق بوردو في إعادته، قبل أن ينتقل لتدريب موناكو الذي تركه في أيار (مايو) 2009، ليوقع مع ساو باولو البرازيلي وبقي معه حتى شباط (فبراير) من العام الحالي، قبل أن ينتقل إلى فاسكو دي غاما ويحقق معه لقب الكأس الأسبوع الماضي. وسجل المصري عبدالرحمن فوزي نفسه كأول مدرب يقود المنتخب السعودي في تاريخه، وكان ذلك في عام 1957، وكان وقتها عبدالرحمن أشهر المدربين العرب بعد أن سجل أول هدف عربي في كأس العالم، وكان ذلك في مونديال ايطاليا عام 1934. ويعد البرازيلي غوميز المدرب رقم 34 في مشوار الأخضر، حيث اشرف على تدريب المنتخب السعودي 17 مدرباً من أميركا الجنوبية، وتسعة من اوروبا، وأربعة مدربين عرب، وثلاثة مدربين وطنيين. وتواجه المدرب غوميز معضلة كبيرة قبل دخوله في أول استحقاق مع المنتخب السعودي الذي سيواجه منتخب هونغ كونغ في 23 من تموز (يوليو) المقبل ذهاباً قبل أن يلتقيه اياباً في 28 من الشهر نفسه، حيث سيضطر غوميز للاستعانة بأشرطة الفيديو لمتابعة اللاعبين المميزين في الموسم الحالي كونه لن يحضر سوى مواجهات الإياب من كأس خادم الحرمين الشريفين للابطال، ويخشى غوميز تعرض اللاعبين للإجهاد في ظل أن مواجهتي هونغ كونغ تأتي مع نهاية الموسم الرياضي الذي عادة ما يكون اللاعب قد وصل إلى مرحلة كبيرة من الإجهاد، وهذه تكون ابرز المعضلات التي ستواجه البرازيلي «المغمور» مع الأخضر في المرحلة القريبة المقبلة.