شدد الرئيس العراقي الدكتور فؤاد معصوم على أن بلاده «تخطو خطوات متسارعة لتعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية»، مؤكداً خلال استقباله في قصر السلام ببغداد الوفد الإعلامي السعودي برئاسة رئيس هيئة الصحافيين السعوديين رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك، وبحضور سفير خادم الحرمين الشريفين في العراق عبدالعزيز الشمري أول من أمس أن «العلاقات السعودية - العراقية مبنية على أسس متينة بحكم مكانة المملكة التاريخية والدينية، وكون العراق له من المكانة التاريخية، والحضارية، ما يجعله قريبا في علاقاته الأخوية مع المملكة». وبين خلال اللقاء – بحسب وكالة الأنباء السعودية - أن «ما يؤكد مكانة المملكة وحظوتها الخاصة بهذه العلاقة المميزة، قيامه بزيارتها في أول زيارة له خارج العراق بعد تسلّمه منصب رئاسة الجمهورية». وقال إن بلاده لن تكون إلا جزءا فاعلا في حل الخلافات، ولن تكون طرفاً في أي صراع إقليمي، وأن العراق يرفض أي تدخلات خارجية في شؤون دول المنطقة، وأن العراق يمكن أن يسهم في تقريب وجهات النظر في النزاعات بين دول المنطقة. وأوضح أن «العراق يحرص على أن يكون دائماً إلى جانب ما يعزز السلام والتعاون مع جميع الأشقاء والأصدقاء، وتغليب المشتركات والمصالح المتبادلة وإرادة الأمن والسلام والتقدم هو الضامن لتجاوز جميع المشكلات التي تعاني منها المنطقة في هذه الظروف التاريخية الحرجة»، مشيداً بموقف المملكة العربية السعودية، ودعمها المستمر، ووقوفها إلى جانب العراق في معاناة شعبه الذي لن ينساها. كما أشاد بموقف الكويت في دعمها للعراق خلال احتضانها مؤتمر إعمار المناطق المحررة من قبضة داعش، واصفا موقفها ب«النبيل الذي لن ينساه العراقيون». وتطرق خلال اللقاء إلى الجوانب الاقتصادية والفرص الاستثمارية في العراق، موضحاً «أن العراق مهيأ لاستقبال الشركات الاستثمارية، ورؤوس الأموال في إعادة الإعمار، بعد أن تخلص من إرهاب داعش بنصر مبين، وبعد أن استقرت الأمور، واستتب الأمن في أرجاء العراق، وشرعت الحكومة بجملة من التشريعات والقوانين الضامنة للاستثمارات، ورؤوس الأموال والمشجعة لها»، معرباً عن تقديره لدور وجهود وسائل الإعلام، وأهمية تعزيز حرية العمل الإعلامي ليكون أداؤه فاعلا ومهنيا وأمينا، آملا بأن يكون الإعلام بمستوى المسؤولية التي تخفف من أجواء التوتر ويراعي متطلبات أمن شعوب وبلدان المنطقة. من جهته، وصف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي العلاقات بين المملكة وبلاده بأنها «على الطريق الصحيح». وأوضح المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي في بيان له أمس (الأحد) تناقلته مصادر إعلامية عراقية «أن العبادي استقبل الوفد الإعلامي السعودي بحضور سفير المملكة العربية السعودية لدى بغداد عبدالعزيز الشمري، ونقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي، وعدد من اعضاء مجلس النقابة، مرحباً بالوفد الإعلامي واطلاعه عن قرب على الحياة الطبيعية التي تعيشها بغداد». وشدد البيان على أن «العلاقات بين العراق والسعودية على الطريق الصحيح ونتطلع الى توسيعها في جميع المجالات بما يخدم مصالح شعبينا، والتعاون من خلال المجلس التنسيقي الذي يعد قاعدة لنمو العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري والخبرات». الوفد الإعلامي السعودي يلتقي مسؤولين في بغداد زار الوفد الإعلامي السعودي أول من أمس مقر نقابة الصحافيين العراقيين، واطلع على طبيعة عملها وأنشطتها، واستمع إلى شرح مفصل قدمه نقيب الصحافيين مؤيد اللامي عن عمل النقابة ودورها في قيادة مسارات العمل الصحافي واسهاماتها الفاعلة في تطوير مهنية العمل الصحافي، بالإضافة إلى دورها كسلطة رابعة لها ثقلها المؤثر في مختلف الميادين والأنشطة. وألقى رئيس هيئة الصحافيين السعوديين خالد المالك، كلمة أمام عدد كبير من وسائل الإعلام العراقية، عبر فيها عن شكره وامتنانه بحفاوة الاستقبال وأهمية الزيارة المباشرة لمشاهدة كيف تغلب العراق على تنظيم داعش الإرهابي وعودة الأمن والاستقرار للعراق الشقيق. وأشار إلى ما لمسه خلال الزيارة من اهتمام كبير من جانب العراق في تنمية العلاقات بين البلدين، مشيدا بمهنية وسائل الإعلام العراقية ورسالتها في نشر السلام والمساهمة الفاعلة في محاربة الإرهاب ونبذ التطرف والقضاء على تنظيم «داعش»، من أجل مستقبل أكثر أمانا واستقرارا للعراق الشقيق والمنطقة ككل. إلى ذلك التقى الوفد الإعلامي السعودي بوزير العمل والصناعة العراقي محمد شياع السوداني، وتباحث معه الخطوات العملية لتشجيع الاستثمار والتعاون الصناعي والاقتصادي بين البلدين. كما التقى وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، الذي اصطحب الوفد في جولة حرة بمدينة بغداد، وداخل أحد المولات، اطلعوا خلالها على الأجواء العامة داخل الأسواق وحال الأمن التي تتمتع بها ضواحي العاصمة.