يعمل قطاع المتاحف في وزارة الآثار المصرية على وضع اللمسات الأخيرة لمتحف تل بسطا الذي يقع في مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية (شرق مصر)، استعداداً لافتتاحه مطلع آذار (مارس) المقبل، ووضعه على خريطة السياحة المحلية والعالمية. وكان قرار إنشاء متحف «تل بسطا» النور قد اتخذ مطلع الألفية الجديدة ليكون حاضناً الآثارَ في مدينة باستيت (تل بسطا حالياً)، إحدى عواصم الدولة المصرية القديمة، وإحدى المناطق الأثرية التي تقع في الشرقية عاصمة الإقليم في القرن الثامن عشر في الدولة المصرية القديمة. وفي عهد الأسرة الفرعونية 22، باتت تل بسطا عاصمة لكل الأقاليم، وعرفت آنذاك باسم «برباستت» نسبة إلى «باستت» إله المرح والسعادة والراحة، وحرفت الكلمة حديثاً إلى تل بسطا. وتعود الآثار التي تحتوي عليها المدينة إلى العصرين اليوناني والروماني، كما كانت معبراً ومقراً موقتاً للسيدة مريم العذراء، وولدها عيسى المسيح، حين جاءا إلى مصر. وقالت رئيسة قطاع المتاحف إلهام صلاح إن سيناريو العرض المتحفي يقوم على فكرة تسليط الضوء على مدى اختلاف الاكتشافات من منطقة إلى أخرى، سواء كانت تربة طينية أو صحراوية بعيدة من النيل أو قريبة منه، في شمال مصر أو صعيدها، وذلك بعنوان عنوان «حفائر موقع». وأضافت: «إن المجموعات المعروضة في المتحف هي نتائج لحفائر البعثات المصرية والأجنبية في محافظة الشرقية، منها ما يمثل الحياة ومنها ما يمثل الموت، وتضم مجموعة من الأدوات المختلفة المستخدمة في الحياة اليومية، ومجموعة من الأواني التي كانت تستخدم لأغراض عديدة في حياة المصري القديم. بالإضافة إلى مجموعة من المسارج والتماثيل المصنوعة من التراكوتا (طين محروق) والعملات ومجموعة من تماثيل المعبودات». وأشارت إلى أن فريق العرض المتحفي برئاسة سامح المصري أعدّ واجهات العرض، وأن هناك واجهة خاصة بالمعبودة «باستت»، فهناك العديد من التماثيل مصنوعة من البرونز، بالإضافة إلى واجهة فيها دفنة تضم تابوتاً من الفخار ومجموعة من تماثيل الأوشابتي ومسنداً للرأس وموائد القرابين. يذكر أن متحف تل بسطا بدأ بناؤه عام 2006، وتوقف العمل فيه قبل معاودته العام الماضي وإعادة تأهيله لاستخدامه كمتحف.