على مدار ثلاثة أسابيع من النشاطات العلمية، رعت الجامعة الأميركية «مهرجان القاهرة للعلوم والهندسة». باشراف الدكتور علاء إبراهيم، أستاذ الفيزياء في الجامعة، بالتعاون مع «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا»، و«مهرجان كامبردج للعلوم، و«جامعة كاليفورنيا»، و«مهرجان سان دييغو للعلوم». وتضمن المهرجان زيارة «مستشفى سرطان الأطفال» في القاهرة أجرتها «حافلة العلوم» التي تُعد متحفاً متنقلاً للعلوم والتكنولوجيا. وزوّد مشرف البرنامج الحافلة بحقائب مليئة بنماذج تشريحية ورافعات آلية وألعاب مغناطيسية ونماذج مصغّرة عن النظام الشمسي، بغرض التفاعل مع أطفال المستشفى، وتعليمهم المفاهيم العلمية عِبر تدريب عملي. وفي المستشفى، قُدّم شرح مبسط للنشاطات المختلفة. وبدأ أطفال تراوحت أعمارهم بين 5 و 11 سنة، باللعب والاستكشاف. وبدت بعض النشاطات أكثر تفضيلاً لدى الأطفال من غيرها. وقال عمر (10 سنوات) الذي استخدم روبوت يعمل بالريموت كونترول: «أنا أحب ذراع الروبوت». وأمضت ياسمين (7 سنوات) أكثر من ساعة لتركيب نموذج تشريحي للضفدع. وقالت: «أحب تركيب القطع مع بعضها البعض». وكانت زيارة مستشفى سرطان الأطفال مهمة ومجدية أيضاً للطلاب الذين جاؤوا من الجامعة الأميركية في القاهرة. فبالنسبة لساندرا رياض (طالبة في قسم بيولوجيا) تخدم هذه الزيارة للمستشفى دراساتها وتضعها في سياق واقعي. وتعتقد رياض بأهمية تزويد أطفال المستشفى بأدوات ترفيه من أجل تعليمهم وعلاجهم. وإضافة إلى حافلة العلوم، نهض «مهرجان القاهرة للعلوم والهندسة» بنشاطات من شأنها الترويج لنشر العلوم والتكنولوجيا خارج الجامعة، إضافة إلى تعزيز تبادل المعلومات بشأن المسائل العلمية. وعُقِدت سلسلة من المحاضرات العلمية. وساهمت مؤتمرات الفيديو في التواصل بين هواة العلوم في القاهرة مع نظرائهم عالمياً، وهو أمر عاد بالفائدة على الطلاب والعلماء أيضاً. ومثلاً، تواصل طلاب مصريون في المرحلة الثانوية مع طلاب في مدارس ثانوية في سان دييغو، بكاليفورنيا. وتشارك الطرفان في جولة افتراضية جابت أرجاء مختبر علم البيولوجيا في جامعة كاليفورنيا. وعلّق لورين طومسون، مساعد نائب مدير هذه الجامعة والمدير التنفيذي لمهرجان سان دييغو للعلوم، على هذا النشاط بالقول: «يلقي هذا النوع من البحوث الضوء على دور البحوث الجامعية. تبادل المعرفة تجربة مهمة للطلاب في الولاياتالمتحدة الذين لا يعرفون غالباً الكثير عن طريقة تدريس العلوم والرياضيات خارج بلادهم». وعبر مؤتمر بالفيديو، ناقش الطلاب أيضاً تركيب مولّد الديزل الحيوي، الذي اخترعه الطلاب في سان دييغو. وجاء طلاب القاهرة بتطبيق عملي للمولّد، تمثّلت في استخدامه لتنظيف نهر النيل من الطحالب، وهي مشكلة مستعصية بالنظر إلى تكاليفها الباهظة، عبر استخدام تلك الطحالب نفسها كمواد حيوية لتشغيل المولّد!