دافيد خوري مهندس لبناني عمل طويلاً في عوالم الاتصالات العالمية، في فرنسا ثم في شركة «آريكسون» العالمية. وبعد أن تراكمت لديه خبرة اعتبرها كافية، عمل على صنع رقاقة إلكترونيّة توضع في الخليوي (في جهازي المتصل والمتلقي)، فتعطي أماناً عاليّاً للمكالمات، بفضل قدراتها في التشفير. ومن الواضح أن خوري صبّ خبرته كلها في صنع برامج تشفير تؤمن المكالمات الخليوية، لكن ربما ليس واضحاً مكان صنع الرقاقة التي يضع عليها تلك البرامج. إذا كانت تصنع في الشرق الأوسط، فالأرجح أن يثور سؤال عن كونها آتية من السوق الإسرائيليّة لأنها الوحيدة في صناعة الرقاقات الإلكترونية في المنطقة. وإذا كان مصدرها السوق العالمية، تكون الأمور مختلفة تماماً. ولا يمنع ذلك أن خوري يرى أن رقاقته المسمّاة «سيكوموبي» متقدّمة على أنواع كثيرة من تشفير مكالمات الخليوي، بما فيها تجربة شركة «بلاك بيري» الشهيرة. ويوضح أنّ الاستفادة من الحماية التي تعطيها رقاقة «سيكوموبي»، لا تشترط أن يرتبط مستعملها بنوع محدّد من الهواتف. وفي تجربة «بلاك بيري»، كانت الحماية تقدّم إلى جمهور يقتني تلك الهواتف حصرياً، بمعنى أنها كانت تربطهم بشبكة داخليّة، معزولة عن بقية الاتصالات، ما يوفّر لهم غطاء من الحماية. وتتفوّق رقاقة «سيكوموبي» بأنها لا تفرض على من يستخدمها شراء نوع محدّد من الهواتف. وبحماسة تقنية لمهندس اتصالات يشرف على مشروع كبير، يضيف خوري: «تعمل رقابة «سيكوموبي» مع الخليويات التي تستند إلى نظام «آندرويد» كلها، ما يعني أنها تتعامل مع خليويات «سامسونغ» و «آتش تي سي» و «سوني» و «فاير» وغيرها. كل ما هو خارج «آي فون» و «بلاك بيري»، تغطّيه تلك الرقاقة. إنها معدّة كي توضع في الخليويات كافة. يكفي أن تسحب ال «أس دي» كارت المخصّص لذاكرة التخزين ال «فلاش»، وتضعها مكانه، وهي تتضمّن مساحة تخزين ب4 غيغابايت». ضرورة التشفير لا يتردّد خوري في توضيح الأمر الرئيسي الذي يميّز حماية «سيكوموبي»: «تضع الرقاقة تشفير («إنكربشين» Encryption) الاتصالات في أيدي الأفراد مباشرة. تحصل عملية التشفير داخل الخليوي نفسه، لأن الرقاقة هي التي تتولاها مباشرة. الأبرز تقنيّاً هو أنها تنجز عملية التشفير خلال الوقت الحي للاتصال نفسه. وفي كل مرّة، يحدث تشفير بأسلوب مختلف، ما يزيد في إحكام سريّة التشفير. أنت تتكلّم، والرقاقة تشفّر مباشرة. ثم ترسل تلك الشيفرة عبر حِزَم إلكترونيّة محميّة بمفاتيح معيّنة، إلى الشخص الذي تتحدّث معه. من الواضح أن المتلقي يجب أن تكون لديه أيضاً رقاقة «سيكوموبي» في هاتفه. لذا، من يريد أن يستفيد من تلك الحماية، يفترض أن يراسل من يهتم بالتواصل معهم، كي يشتروا الرقاقة أيضاً. هناك مُكوّنات أخرى للحماية. ومثلاً، عندما تشتري الرقاقة، تحصل على رقم سري، يصبح هو رقم الاتصالات المشفّرة التي تمر عبر المكالمات المحميّة. كذلك تنتج «سيكوموبي» مفاتيح للحزم التي تحمل الاتصال المشفّر، كي يعرفها المتلقي، وكذلك مفاتيح كي يتعرّف هاتفك على الاتصال الآتي ممن تتحدث معه. وفي كل اتصال، تتغيّر المفاتيح كلها». في لفتة تقنيّة مهمّة، يعترف خوري أنّ الأمر يحتاج إلى انتشار واسع كي يصبح عمليّاً ومنتجاً، ما يعني ضرورة أن تتبنى الرقاقة جهات تتفاعل مع جمهور واسع، كأن يكون أحد الجيوش، أو شركة مشغّلة للخليوي، أو هيئة تنظيم الاتصالات، أو شركة اتصالات خليويّة تعمل على المستوى العربي أو العالمي وغيرها.