استبقت فرنسا نتائج الانتخابات السورية المتوقع أن تؤدي إلى إعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة بالقول إنها ليست سوى «مهزلة مأسوية»، في وقت أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن أن دول الحلف لن تعترف بنتائجها. ففي باريس، دان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ما وصفه ب «المهزلة المأسوية» تعليقاً على الانتخابات الرئاسية في سورية والتي قال إن السوريين مدعوون للاختيار عبرها «بين بشار وبشار» (الرئيس السوري بشار الأسد). وأضاف فابيوس في حديث أدلى به إلى القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي انه «في الواقع نعرف نتائج الانتخابات قبل أن تبدأ»، لافتاً إلى أن المشاركة فيها مقتصرة على السوريين المتواجدين في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام. وتابع أن الأسد يُعتبر «مجرماً بحق الانسانية» وفق ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وذلك في إشارة الى الاتهامات باستخدامه الغازات السامة ضد المواطنين السوريين في مناطق معينة، وقال إن «مثل هذا الشخص لا يمكن أن يشكّل مستقبل شعبه»، كما أنه «شخص جدير بالاحتقار». واتهم فابيوس مجدداً الأسد «بالاعتماد موضوعياً على المجموعات الإرهابية» ليكون بوسعه القول إنه شرعي كونه يقاتلهم «في حين أنه في الواقع لا يقاتل الجهاديين بل المعارضة المعتدلة التي يتوجب دعمها». ولفت إلى أن هدف الغرب يقضي ببساطة بإحلال الديموقراطية في سورية والتوصل إلى اتفاق سياسي، مقراً بأن ذلك صعب جداً. وقال: «لا حل للأزمة السورية إلا الحل السياسي». وعما إذا كان هذا يعني التفاوض مع الأسد، أجاب فابيوس: «لا ليس مع بشار وانما مع عناصر من النظام، نعم». وشدد على ضرورة الحؤول دون أن تطاول الأزمة السورية في ظل تأثيرها على الدول المجاورة ومنها تحديداً لبنان، لافتاً إلى أن «اللبنانيين أصدقاءنا وأشقاءنا» وأن عدد اللاجئين السوريين فيه بلغ 25 في المئة من عدد سكان البلد. في غضون ذلك اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن الانتخابات السورية «مهزلة» لا ترتقي إلى المعايير الدولية. وقال راسموسن خلال توجهه لحضور اجتماع لوزراء دفاع حلف «الناتو» أمس: «الانتخابات الرئاسية السورية مهزلة». وأضاف أن الاقتراع «لا يفي بالمعايير الدولية في خصوص انتخابات حرة وعادلة وشفافة وأنا متأكد أن ليس هناك أي حليف (من دول الناتو) سيعترف بنتائج هذه التي تُسمى انتخابات». وفي موسكو، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس إن قيام حكومة إئتلافية مع أعضاء في المعارضة السورية أمر ممكن حصوله في أعقاب الانتخابات التي أجريت في سورية الثلثاء. وأضاف وفق ما نقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي»: «هناك فكرة تشكيل حكومة ائتلافية تضم ممثلين عن المعارضة بعد الانتخابات في سورية». وأضاف أن ليس هناك معلومات عمن يمكن أن يخلف الموفد الدولي - العربي لسورية الأخضر الإبراهيمي الذي استقال قبل أيام. وأضاف أن السؤال عن خليفة الإبراهيمي يوجّه إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مضيفاً أنه يأمل أن الأخير «سيسعى إلى طلب نصيحة». ولاحظت الوكالة السورية أن اعادة انتخاب الأسد الذي يتولى رئاسة سورية منذ عام 2000، «متوقعة على نطاق واسع» لولاية جديدة من سبع سنوات، مشيرة إلى ان «منافسيه» ماهر حجار وعبدالله نوري «اختارهما البرلمان (السوري) وقُدّما إلى العلن في الربيع».