تنوعت الأسئلة التي قدمها حضور ملتقى «الأربعائية» الذي عقد أخيراً، وتطرقت إلى العلاقة بين الفلسفة والدين، وتأثير الفلسفة في الشخصية العربية، وفلسفة الأحداث التي تمر بها الساحة العربية الآن، إضافة إلى التساؤلات حول الرؤية الفلسفية في مجال النظريات الاقتصادية، وارتباطها بالقيم الأخلاقية، والتناقض في أدواتها. جاء ذلك على هامش ندوة «الاربعائية»، التي تحدث فيها الكاتب حمد الراشد، الذي يعد أحد مؤسسي «جماعة الفلسفة» في نادي الرياض الأدبي حول «أسئلة الفلسفة». وتناول الراشد في تقديمه «السؤال والتساؤل» ونشأة الأسئلة، التي بدأت مع بداية الإنسان في تعامله مع الطبيعة وفي بحثه عن الإجابات والتي كثيراً ما سيطرت عليها الخيالات، وتداخلت معها الأساطير، فبدأت الفلسفة تطرح أسئلة العقل، في محاولة للوصول إلى الرضا، معتبرة الخيالات والتصورات والأساطير مشكلات تدور حولها الأسئلة من جديد في دوائر لا نهاية لها. وذكر المحاضر أن التساؤل «كان يثري الفلسفة أكثر من السؤال، وأصبح من المهم طرح السؤال الفلسفي من دون الحاجة للأسئلة التقليدية، من خلال الدخول على كل ما يشكل على العقل من ألغاز وقضايا ومشكلات»، مشيراً إلى أن التنوع والتجاوز في محاور التساؤل الفلسفي «يدور حول الوجود والمعرفة والقيم»، منوهاً إلى أنه في مشكلات فلسفة الأخلاق «تتمحور التساؤلات حول ماهية الإرادة، وطبيعة الخير والشر، وكيفية الوصول لأحكام أخلاقية»، مؤكداً أن القيم «تتخذ منحى تطبيقياً في قضايا المجتمع والسياسة والقانون، اذ تكون المعايير مقدمة على المفاهيم، نظراً لأن الحالة تتطلب التعامل مع الواقع بمتناقضاته». يذكر أن هذا الملتقى يقوم على إثراء النقاش الحواري بين المهتمين والباحثين، إذ تتنوع محاور الملتقى بحسب المستجدات الثقافية.