بدا لافتاً أن تسابقاً يجري في الكواليس، بين الولاياتالمتحدة والسلطة الفلسطينية على تأمين الدعم الدولي لخطتين تهدفان إلى استئناف عملية السلام المجمدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأكدت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة نيكي هايلي، مساء الخميس، أن اقتراح خطة السلام التي تعدها بلادها «اكتمل تقريباً»، فيما توقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) التجاوب العملي مع خطته التي أعلنها أمام مجلس الأمن الثلثاء الماضي، و»أن توضع موضع التنفيذ». وبعدما كُشف النقاب عن طلب مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صهره جاريد كوشنر وموفده إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، «دعم» الأممالمتحدة لخطة سلام، أكدا أنها «ستنجز قريباً»، قالت هايلي رداً على أسئلة في شأن هذه الخطة في معهد السياسات في «جامعة شيكاغو»: «أعتقد أننا في طور إنجازها». وفيما بدا محاولة لنفي الاتهامات الفلسطينية كون الخطة الأميركية منحازة الى إسرائيل، أكدت هايلي أن «الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) لن يُعجبا بها، لكن أياً منهما لن يرفضها. لكنها مجرد صيغة لبدء الحديث». قبل أن تكرر دفاعها عن اعتراف بلادها بالقدس «عاصمة لإسرائيل»، ولفتت الى أن «الكونغرس صوت بحماسة على اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتنا إليها». وأضافت أن عدداً من الوزراء «كافحوا وهم خائفون من أن تطبق السماء على الأرض» إذا صدر إعلان من هذا النوع. وزادت أن «السماء ما زالت في مكانها». و»الآن ما لدينا هو الوقت الذي يمكن أن تبدأ فيه المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين». في المقابل، أكد الرئيس الفلسطيني أن المبادرة التي طرحها في مجلس الأمن أخيراً، «لاقت تجاوباً جيداً سواء على مستوى المجلس، أو على المستويات العربية والإقليمية والمحلية». وقال عباس في مقابلة مع «تلفزيون فلسطين»: «يهمني أيضاً أن يكون شعبنا راضياً عما قدمناه، وفي الوقت نفسه الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وغيرهما من المنظمات الدولية والإقليمية، التي أعتقد أنها ستتجاوب مع هذه الفكرة، بخاصة أن ما طلبناه ليس مستحيلاً، وهو تطبيق الشرعية الدولية، وأن تكون هناك آلية متعددة للإشراف على المفاوضات، يعني لا يوجد شيء جديد، وبالتالي لا يستطيع أحد أن يرفض هذه الأفكار»، متوقعاً «التجاوب العملي مع الخطة، بمعنى أن توضع موضع التنفيذ». وفي شأن ما تردد حول حالته الصحية، أوضح عباس: كانت فرصة مناسبة وجودنا هنا (نيويورك) لنجري بعض الفحوص الطبية، وقمت فعلاً بذلك، والآن خرجنا وكل النتائج إيجابية ومطمئنة». في موازاة ذلك، اعتبرت حركة «حماس» الإعلان الأميركي عن طرح خطة لتسوية الصراع قريباً بأن «لا قيمة له». وأكد القيادي في الحركة سامي أبو زهري، أن الشعب الفلسطيني «يرفض هذه الخطة ولن يسمح بتمريرها».