حيّا الإسباني رافايل نادال "الأسطورة" السويدي بيورن بورغ من ملاعب رولان غاروس، بعدما حصد لقب الدورة الفرنسية العريقة، ثاني البطولات الأربع الكبرى للتنس، للمرة السادسة على غرار "الإعصار السويدي"، وهو لقبه العاشر في بطولات الغراند سلام الكبرى. فاز نادال المصنف أول عالمياً على السويسري روجيه فيدرر (الثالث) 7-5 و7-6 (7-3) و5-7 و6-1 في المباراة النهائية وإحتفظ باللقب. وهما إلتقيا في "الكلاسيكو" ال25 في جميع البطولات والدورات، وللمرة الثامنة في نهائي البطولات الأربع الكبرى وهو رقم لم يسجل لدى أي لاعبيَن آخرين في تاريخ التنس المعاصر، والمرة الأولى منذ عامين ونصف العام وتحديداً في نهائي بطولة أستراليا الكبرى عام 2009 حين أحرز نادال لقبه الوحيد في ملبورن. ومنذ عام 2009، استطاع لاعبون عدة أمثال الصربي نوفاك ديوكوفيتش والبريطاني أندي موراي والسويدي روبن سودرلينغ منع تكرار لقاءات القمة بين نادال وفيدرر إلى أن تخطيا الجميع في البطولة الحالية والتقيا من جديد في رولان غاروس للمرة الرابعة، وفاز فيها كلها الإسباني بعد أن تعيّن على فيدرر الانتظار عاما ونصف العام لبلوغ النهائي ال23 في البطولات الكبرى (رقم قياسي). ولم يتخلَ نادال عن لقب الرمال الحمراء في رولان غاروس الا مرة واحدة في السنوات السبع الأخيرة وكان ذلك عام 2009 بخسارته في ثمن النهائي أمام سودرلينغ، وصيف بطل النسختين السابقتين، وكانت الوحيدة في 46 مباراة، فذهب اللقب حينذاك إلى فيدرر بالذات وهو الوحيد له في بطولة فرنسا. والفوز هو ال17 لنادال في مقابل 8 لفيدرر، والسادس في 8 نهائيات في الغراند سلام في باريس وملبورن وويمبلدون. وحرم نادال منافسه السويسري صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب الكبيرة (16)، من إعتلاء منصة التتويج في هذه البطولات للمرة ال17، وحافظ بدوره على المركز الاول في التصنيف العالمي الذي كان سيذهب إلى ديوكوفيتش في حال خسارته. وقدم فيدرر في هذه البطولة أفضل مستوى له على الارض الترابية، بينما كان مستوى نادال مهزوزاً في البداية وتعين عليه خوض 5 مجموعات لتخطي الدور الأول، ثم أخذ اداؤه يتحسّن تدريجاً حتى بلغ المباراة النهائية بجدارة، بعدما تخطّى البريطاني أندي موراي الرابع في نصف النهائي. وبدأ فيدرر (29 سنة) المباراة التي إستغرقت 3 ساعات و40 دقيقة، بقوة فكسر إرسال نادال وتقدم 2-صفر، وكان في حاجة إلى نقطة واحدة لإنهائها في الشوط الثامن حين كان متقدما 5-2، لكن الإسباني قاوم وكسب 5 أشواط متتالية بعد أن إستولى على إرسال منافسه مرتين وحسمها لمصلحته 7-5 في ساعة ودقيقتين. وتابع نادال أفضليته وكسر إرسال فيدرر للمرة الثالثة توالياً وكسب الشوطين الأولين في المجموعة الثانية وتقدم 2-صفر، وردّ له فيدرر التحية في الشوط الثامن مدركاً التعادل 4-4، ثم تبادلا كسر الإرسال في الشوطين التاليين ووقع التعادل 5-5 ثم 6-6، واحتكما لشوط فاصل تحكّم به الإسباني وأنهاه 7-3 والمجموعة في ساعة و12 دقيقة. وبقيت الكفة تميل لمصلحة "القرصان" الإسباني الذي تقدّم 4-2، لكن التحية جاءت من جانب فيدرر مرة أخرى إذ إستولى على إرسال منافسه وقلّص الفارق ثم أدرك التعادل، قبل أن يكرر السيناريو في الشوط الحادي عشر ويتقدّم 6-5 وينهي المجموعة على إرساله في 50 دقيقة. وإستعاد فيدرر بعض الثقة بالنفس والأمل بالعودة إلى أجواء المباراة، لكنه توقعاته لم تكن في مكانها فخسر إرساله مرتين في الشوطين الرابع والسادس ثم المجموعة 1-6 في 36 دقيقة.