توقفت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين من أنصار الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر في العاصمة اليمنية صنعاء بعد ظهر أمس بناء لجهود بذلتها الرياض، وأكدت ل «الحياة» مصادر متطابقة من طرفي النزاع أنهما امتثلا لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز بوقف إطلاق النار وتثبيته في مختلف أحياء العاصمة واعتماد الوسائل السلمية في حل الخلافات بما يحفظ لليمن أمنه واستقراره. في هذا الوقت، أكدت مصادر مطلعة ل «الحياة»، أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح خضع أمس في مستشفى القوات المسلحة في الرياض لجراحة ناجحة لاستخراج شظايا من صدره أصيب بها في قصف مسجد دار الرئاسة الجمعة الماضي، وانه نقل الى غرفة العناية الفائقة لمتابعة العلاج، فيما ذكر مصدر طبي ان حالة الرئيس «مستقرة ولا تدعو الى القلق». وفيما نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول سعودي ان الرئيس اليمني خضع الاحد لعمليتين جراحيتين «تكللتا بالنجاح»، ابلغ مصدر طبي وكالة «رويترز» ان علي صالح استعاد الوعي، بعد عملية جراحية ناجحة، وانه في حال طيبة. وتردد ان الرئيس اليمني يحتاج الى اسبوعين من النقاهة بعد استخراج شظية من صدره. وقال المسؤول السعودي ان الرئيس اليمني «سيعود الى صنعاء بعد اسبوعين من التأهيل الطبي». واوضح المسؤول الذي فضل عدم كشف اسمه ان «العملية الاولى هي استخراج شظية من الصدر والثانية عملية اعصاب في الرقبة»، مشيرا الى ان العملية المقبلة ستكون عملية تجميلية. واضاف ان «مدة التأهيل الطبي اسبوعين ثم يعود من بعدها (صالح) الى صنعاء». وقالت المصادر اليمنية ان علي صالح وجه قبل سفره الى الرياض بوقف أطلاق النار مع أتباع الأحمر وبسحب معظم القوات العسكرية والأمنية من مناطق الإشتباك والإكتفاء بوحدات محدودة لحفظ الأمن، في حين أعلن الشيخ الأحمر استجابته الكاملة للوساطة السعودية. وأضافت ان الرئيس اجتمع مع نائبه عبد ربه منصور هادي وعدد من مساعديه ومستشاريه قبل توجهه الى الرياض وانه لم يصحب معه أياً من أبنائه أو أقاربه من القيادات العسكرية والأمنية والتنفيذية في الدولة باستثناء احد أولاده. وتولى هادي الذي يقوم بمهمات الرئيس خلال غيابه الاتصال بآل الاحمر وبأحزاب المعارضة في «اللقاء المشترك» لترتيب وقف اطلاق النار، كما التقى السفير الاميركي في صنعاء جيرالد فيرستاين وبحث معه في المستجدات. وأعلن حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم أمس ان الرئيس صالح سيبقى الرئيس الشرعي لليمن وأن عودته من رحلة العلاج ستكون قريبة، مؤكداً انه مستعد لنقل السلطة سلمياً على أساس المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة في البلاد. وعلى رغم التوافق على وقف النار، ظلت تسمع في صنعاء ليل امس اصوات بعض القذائف والرشقات النارية، وخصوصاً من جهة المرتفعات الجبلية المحيطة بالعاصمة. وتعرض صباح امس مقر قيادة الفرقة الأولى المدرعة المنشقة عن الجيش الحكومي لسقوط قذائف صاروخية أدت الى مقتل جنديين وجرح عشرات آخرين. وقال مصدر مطلع ان مصدر القذائف مواقع لقوات الحرس الجمهوري تتمركز في المرتفعات الجبلية الشرقية المطلة على العاصمة. وفي وقت أعلنت «اللجان الشبابية لثورة التغيير» بدء احتفالات دعت اليها لمناسبة ما أعتبرته «انتصار الثورة وسقوط نظام الرئيس صالح» بعد إعلان مغادرته الى الرياض للعلاج، أعلنت حركة الاعتصامات المناوئة للنظام في محافظة تعز (260 كلم جنوب صنعاء) ليل السبت - الأحد سيطرتها على المدينة بالكامل وعلى جميع مؤسسات ومقرات الحكومة في المحافظة، وقالت في بيانات عدة ان «تعز أصبحت في قبضة الثوار وبيد الثورة السلمية». غير أن اشتباكات اندلعت في محيط القصر الجمهوري في المدينة أمس بين المحتجين والمناصرين لهم من القبائل المسلحة في المحافظة وبين قوات الحرس الجمهوري التي منعتهم من اقتحام القصر، ما أسفر عن مقتل خمسة معارضين على الأقل وسقوط عشرات الجرحى من الطرفين.