يمارس عملاقا التكنولوجيا الصينيان، مجموعة «علي بابا القابضة» و «تنسنت هولدنغز» البالغ قيمتهما معاً تريليون دولار، نشاط استثمار ضخم في قطاع التجزئة، وهو ما يجبر شركات تجارية على الانحياز إلى أحد الجانبين في ظل معركة على المحافظ الرقمية للمتسوقين. ومنذ بداية العام، أنفقت الشركتان أكثر من عشرة بلايين دولار على اتفاقات تركز على التجزئة، بهدف تعزيز وجودهما في متاجر التجزئة الإلكترونية والتقليدية. وهذا المسعى القوي، الذي يلقى دعماً من سيولة كبيرة وارتفاع أسعار الأسهم، جزء من معركة للفوز بالمستهلكين ومشغلي متاجر الخدمات المتنافسة للشركتين في مجال الدفع واللوجيستيات والتواصل الاجتماعي والبيانات الضخمة. والنتيجة أن القليل والقليل من تجار التجزئة يبقون بلا تحالف مع «تنسنت» أو «علي بابا». وقال المدير العام ل «كانتار ورلدبانل» لأبحاث السوق جيسون يو إن «جميع تجار التجزئة في عالم شركات التجزئة التقليدية قلقون للغاية. عليهم أن يأخذوا موقفاً. وإلا فإنهم يخشون أن يتم التهامهم أحياء في المستقبل». و «علي بابا» أكبر شركة صينية في قطاع التجارة الإلكترونية وتتصدر شركتها التابعة «آنت فايننشال» قطاع الدفع عبر الهاتف المحمول. وتقع نقاط قوة «تنسنت» في مجال التواصل الاجتماعي والدفع الرقمي والألعاب. كما أن الشركة لديها حصة كبيرة في «جيه.دي دوت كوم» ثاني أكبر شركة للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت. ولدى «تنسنت» و «جيه.دي دوت كوم» مجموعة متزايدة من الحلفاء، بما في ذلك «كارفور» الفرنسية لمتاجر البقالة، والتي أعلنت عن استثمار محتمل من «تنسنت»، و «وول مارت» عملاق تجارة التجزئة الأميركي الذي يملك حصة في «جيه.دي. دوت كوم». واشترت «تنسنت» أيضاً حصة في «يونغهوي سوبر ستورز»، و «فيبشوب هولدنغز» لبيع الملابس بالتجزئة و «هيلان هوم» و «واند كوميرشيل» لتشغيل مراكز التسوق، وهذا الشهر حصلت على تعاون إستراتيجي مع «بوبوقاو» لمتاجر البقالة. وفي الجانب الآخر تقع «علي بابا»، التي استثمرت مبالغ أكبر بكثير في «سونينغ دوت كوم»، و «أنتايم ريتيل» و «سانغيانغ شوبينغ كلوب» و «ليانهوا سوبر ماركت» و «واندا فيلم» ومتجر الأثاث والمستلزمات المنزلية «إيزي هوم» المقام على غرار «إيكيا». وسوق الدفع عبر المحمول في الصين البالغ قيمته 13 تريليون دولار تقريباً مهم للمعركة، حيث المنافسة محتدمة بين «علي بابا» و «تنسنت». وحصلت الأولى على حصة 33 في المئة في شركتها التابعة للدفع «آنت فايننشال» هذا الشهر قبيل طرح عام أولي عملاق متوقع. وتشغل «آنت» أكبر منصة للدفع عبر المحمول في الصين وهي «علي باي»، بينما نظام الدفع لدى «تنسنت» على تطبيقها الشديد الانتشار للمحادثة «ويشين» يتقدم سريعاً. وتمضي الشركتان أيضاً بقوة في مجال الحوسبة السحابية والبيانات. وقال يو: «اعتقد أنه بالنسبة إلى الدفع (السعي صوب تجارة التجزئة) جزء حيوي للغاية لأنه بمثابة بوابة». وتمثل المتاجر التقليدية في الصين نحو 85 في المئة من مبيعات التجزئة، وهو ما يوجد إغراء كبيراً لشركات التكنولوجيا العملاقة. وأضاف يو: «ذلك هو المجال الذي تريد علي بابا وجيه.دي دوت كوم وحتى تنسنت شريحة منه...ذلك هو غالبية النشاط الذي يمكن أن تتطلع إليه فعلياً من أجل النمو مستقبلاً». في المقابل ستحصل المتاجر التقليدية على فرصة الوصول إلى أنظمة الدفع والشبكات اللوجيستية وخدمات أخرى، ناهيك عن نشاطات البيانات في شأن المستهلكين التي تسيطر عليها شركات للتكنولوجيا. واستثمرت علي بابا 486 مليون دولار هذا الشهر في شركة للبيانات الضخمة تركز على البيع بالتجزئة قائلة إن الصفقة قد تعني أن باستطاعتها «مساعدة شركات البيع بالتجزئة التقليدية على النجاح في العصر الرقمي» في شكل أفضل.