على رغم إنشاء مجموعات شبابية عدة على موقع «فايسبوك» لمكافحة التدخين في فلسطين، ومن بينها حملة «فلسطين أحلى من دون تدخين»، و «شباب ضد التدخين» التي ساهمت في خفض نسبة المدخنين بمقدار 2, 18 في المئة، خصوصاً في قطاع غزة حيث تبنت وزارة الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة بعض هذه الحملات، إلا أن الإحصاءات الرسمية الصادرة عن جهاز الإحصاء المركزي، ووزارة الصحة تشير إلى أن الفلسطينيين يستهلكون قرابة مليوني علبة سجائر يومياً. وتشير تلك الاحصاءات كذلك الى أن ثمة 3, 1 مليون مدخن في فلسطين، بينهم 8, 15 في المئة من الشباب ما بين 15 و29 عاماً، 2, 20 في المئة منهم في الضفة الغربية مقابل 7, 8 في المئة في قطاع غزة. ووفق الإحصاءات ذاتها، فإن حجم الإنفاق على الدخان في فلسطين وصل إلى 180 مليون دولار عام 2010، ما يشكل عبئاً على الاقتصاد الفلسطيني الهش والضعيف أصلاً، كما أن التدخين وما يسببه من أمراض يكلف اكثر من 100 مليون دولار سنوياً من موازنة السلطة الفلسطينية للعلاج، إضافة إلى أيام العمل التي يفقدها الفلسطينيون نتيجة المرض وما ينتج من التدخين من أمراض تؤدي إلى العجز والموت المبكر. وفي وقت أشارت فيه الإحصاءات إلى إن 2, 42 في المئة من الذكور فوق سن 18 عاماً يدخنون في فلسطين، فيما تنخفض نسبة النساء إلى 3, 2 في المئة، احتفلت جمعيات مكافحة التدخين بإعلان 134 فلسطينياً، جلّهم من الشباب، إقلاعهم عن التدخين في اليوم العالمي لمكافحة التدخين. وجاء هذا الاحتفال في وقت أعلن فيه وزير الصحة الفلسطيني فتحي أبو مغلي، ولمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، عن بدء العمل بقانون مكافحة التدخين لعام 2005، مشيراً إلى أن «تطبيق قانون مكافحة التدخين، يتطلب مشاركة الجميع عبر لجنة وطنية تشارك فيها المؤسسات الرسمية والأهلية، ووضع خطة تشمل عناصر تضمن التطبيق الممنهج للقانون، وحماية الأطفال والشباب والبيئة والأماكن العامة، عبر عقوبات تفرض على كل من يخالف». ومن بين الشبان الذين قرروا الإقلاع عن التدخين في اليوم الأخير من أيار الماضي، كان المحامي نضال سلامة الذي اشترطت خطيبته عليه الإقلاع عن التدخين لإتمام حفلة الزفاف في الصيف المقبل! أما ريهام سعادة، الموظفة في قطاع الاتصالات فتركت عادة التدخين، بعد يوم من وفاة والدها بسرطان الرئة، وذلك قبل ثلاثة أيام من اليوم العالمي لمكافحة التدخين. ولعل للوضع الاقتصادي المتدهور ايجابية واحدة تمثلت في إقلاع الطالب الجامعي سعيد عبدالرحيم وشقيقه الأصغر عباس عن التدخين، وهما قررا استثمار المناسبة للإعلان عن تركهما نهائياً السيجارة في احتفال نظمته حملة «فلسطين أحلى من دون تدخين» في كل من رام اللهوغزة. وشددت ممثلة منظمة الصحة العالمية كاتيا شيميونيك، في الاحتفال على أن الجهود الفلسطينية الرسمية والشبابية لمكافحة التدخين تتطلب رقابة صارمة في التطبيق، خصوصاً عندما يتعلق الامر بالأطفال واليافعين، إذ تشير إحصاءات المنظمة إلى أن 25 في المئة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة يدخنون. وكانت السلطة الفلسطينية من أوائل من وقّعوا على الاتفاقية الدولية لمكافحة التدخين، عند دخولها حيز التنفيذ قبل خمس سنوات من خلال إصدار قانون مكافحة التدخين في 2005 وصادق عليه في حينه الرئيس الفلسطيني محمود عباس. إلا أن الموقع الرسمي لوزارة الصحة الفلسطينية أكد أن ما يزيد على نصف الفلسطينيين يعتقدون بعدم وجود قانون فلسطيني لمكافحة التدخين أو لا يعلمون بوجوده أصلاً.