نظّم نادي الباحة الأدبي، ورشة عمل حول فن كتابة القصة القصيرة. وشارك في الندوة التي استمرت يومين، القاص جمعان الكرت والدكتور محمد عبدالرحمن يونس، في حضور العديد من المهتمين والمهتمات بفن القصة القصيرة. وبدأت الورشة بكلمة للكرت الذي قال إن القصة القصيرة «تجربة إنسانية يُعبّر عنها القاص بأسلوب النثر سرداً أو حواراً، من خلال تصوير شخصية أو شخصيات يتحركون في إطار اجتماعي ينسجها بخيوط الإبداع»، وأشار إلى البناء المعماري للقصة القصيرة، بدءاً من العنوان الذي يُعد العتبة الأولى للنص، والنواة المتحركة القابل للتحليل دلالياً بحسب صياغته، سواء كمفردة أو جملة أسمية أو فعلية، مركزاً على عنصر لحظة التنوير، «وهي النقطة التي تتجمع فيها وتنتهي إليها خيوط الحدث، فيكتسب معناه المحدد الذي يريده الكاتب». وعرض الدكتور يونس في ورقته تعريفات القصة في الأدب الأجنبي المعاصر والأدب العربي الحديث، من خلال الدراسات والبحوث النقدية، التي تطرقت لتعريف القصة القصيرة، وعرض لتطور مفهوم القصة القصيرة، ابتداء من القرن التاسع عشر حتى أيامنا هذه، وقدم تعريفات عدة لها ومفاهيم عدة، من خلال آراء لعدد من الكتاب والنقاد. وتطرق الباحث لمفهوم القصة القصيرة، من خلال التعريفات العربية لها، وذكر بهذا الخصوص تعريفات النقاد والباحثين العرب لها. وذكر الدكتور يونس أن القصة القصيرة تطورت وازدهرت ازدهاراً واضحاً على يد جيل الستينات من كتاب القصة العربية. ورأى الباحث أنه كان للقصة الأجنبية أثر كبير في القصة العربية على مستوى التقنية الشكلية والجمالية وعلى مستوى المضمون أيضاً، ومن أعلام القصة الأجنبية الذين تأثر بهم كتاب القصة العرب: موباسان وزولا وتورجنيف وتشيخوف وهاردي وستيفنسن وتشيخوف وإدجار آلان بو وجوجول وأوسكار وايد ودوديه وهوفمان وغيرهم. كما تعرض الباحث لجذور القصة العربية في أدبنا وتراثنا العربي القديم، من خلال الحكايات الشعبية، والتراث السردي المروي، ومن خلال المقامات العربية. وفي اليوم التالي، تم استعراض عدد من النصوص القصصية لكتاب من المملكة والوطن العربي، وتم تحليلها وفقاً للعناصر الأساسية عند بناء القصة القصيرة، كماً قدم المشاركون والمشاركات من قاعة الخنساء النسائية نماذج من قصصهن.