اجتاحت رئيس الوزراء الجزائري، الأمين العام لحزب «التجمع الوطني الديموقراطي» أحمد أويحي، نوبة غضب حين قاطعه طلاب مضربون داخل قاعة، حيث كان يلقي خطاباً أمام آلاف الناشطين. وقال أويحيى لمقاطعيه: «أنتم فوضويون نعم فوضويون»، ملوّحاً بعقوبات «قانونية» قاسية ضد «الأطباء المقيمين» ونقابات التربية المضربة بسبب ما سماه «بدعة الإضراب المفتوح». واعترض عشرات الحاضرين على إلقاء أويحيى كلمته في مناسبة الذكرى 21 لتأسيس حزبه في محافظة بسكرة مساء أول من أمس، وأطلقوا هتافات مناهضة لسياسة الحكومة في التعاطي مع إضرابات الصحة والتعليم، ما أفقد رئيس الوزراء أعصابه، فردّ قائلاً: «انظروا إلى طريقتهم في التعبير إنهم فوضويون». وقال أويحيى: «حان الوقت لوقف قطار الفوضى، لأن قطار الفوضى حين تفسح له المجال يمكن أن تصل الأمور الى ما لا يُحمد عقباها»، وأضاف بلهجة حملت الكثير من الوعيد: «كفانا من الحقوق المشروعة فهناك واجبات مقدسة»، مضيفاً أن «الوقت حان لوقف قطار الفوضى فارجعوا إلى الدراسة». أما عن إضراب خريجي كليات الطب، فقال: «نشكر الجزائر التي وفرت لهم الدراسة فمن السهل على وزير الصحة أن يؤيدهم في كلامهم ويحذف الخدمة المدنية، لأنه يسكن في العاصمة، لكن هل يريدون تصحراً صحياً في الجزائر؟». وتتصلب الحكومة في رفض مطالب نقابات التربية المضربة في شكل مفتوح وكذلك مطالب الأطباء المقيمين، في حين لحقت 12 نقابة جديدة بحركة الإضرابات. وقال أويحي إنه يدعم النقاش لكنه يرفض الإصرار على مواصلة الاضراب، مضيفاً: «أما عنزة ولو طارت فهذا لا. حان وقت سلطان القانون». وإلى جانب المواجهة التي فتحها مع المضربين، وجّه أويحيى رسائل سياسية في اتجاه المعارضة لعل أبرزها تعليقه على مبادرة حزب العمال الذي طرح عريضة للمطالبة بتشكيل مجلس تأسيسي، معتبراً أنها «فاشلة ومناورة غير برئية». إلى ذلك، عاكس أويحيى ما نقلته وكالة رويترز عن وزير المال، عبد الرحمن راوية، في شأن مخطط الحكومة لرفع الدعم في السنتين المقبلتين، وقال إنه «لن يتم نزع الدعم عن البنزين ولا الخبز ولا الكهرباء»، متهماً وسائل الإعلام بتأويل التصريح.