مر أول يوم تداول في سوق الصكوك والسندات أمس هادئاً، وشهد تنفيذ صفقتين على صكوك «سابك 2»، وجاءت الصفقة الأولى وهي عبارة عن شراء صكين بسعر 10100 ريال وبقيمة 20.2 ألف ريال للصفقة أما الصفقة الثانية فكانت على 8 صكوك من الإصدار نفسه، وبسعر 10100 ريال أيضاً، وبقيمة 80.8 ألف ريال لإجمالي الصفقة. وتبلغ قيمة إصدار صكوك «سابك 2» نحو 8 بلايين ريال، وتم اصدارها في آب (أغسطس) من عام 2007، وتنتهي في 15-7-2027، مع حق الشراء في 15-7-2012 أو 15-7-2017 أو 15-7-2022. وقال المدير العام لشركة السوق المالية السعودية (تداول) عبدالله السويلمي ان «التقارير الواردة عن أول أيام تداول الصكوك والسندات تشير إلى عدم وجود أية مشكلات فنية، أو إجرائية، وأننا قمنا باختبارات مع شركات الوساطة لقياس جاهزية الشركات للتعامل مع هذا المنتج الجديد، وأثبتت الشركات التزامها بالأداء الجيد في أول الأيام». وقال في تصريح إلى «الحياة» عن حجم الصفقات المنفذة أمس: «لم نكن نتوقع اقبالاً كبيراً في اليوم الأول، وهذا منطقي لأن المنتج يعتبر جديداً على السوق، ولو عدنا للوراء ونظرنا إلى سوق الأسهم لوجدنا أن عمليات النمو تطلبت وقتاً طويلاً، والنمو في الطلب على الصكوك والسندات سيكون تدريجياً». وأضاف: «سوق الأسهم أخذت سنوات لكي تنمو وتصل إلى الوضع الحالي، وأتوقع زيادة الاقبال على السندات، وأن تحقق السوق قفزات كبيرة في المستقبل». لافتاً إلى أن أعداد الصكوك في السعودية قليل، وعدد المستثمرين فيها قليل أيضاً، خصوصاً بالنسبة للأفراد، إضافة إلى أن طبيعتها هي للاستثمار طويل المدى. وأشار السويلمي إلى أن نظام تداول الجديد يستوعب عدداً كبيراً من العمليات والادراجات. وعن الهدف من تحديد عمولة العملية ب 500 ريال قال: «لا علاقة لهذا الرقم بمنع عمليات المضاربة على الصكوك، نظراً للفارق الكبير بين الأسهم والصكوك لجهة حجم الورقة المالية، فالأسهم تصل إلى 10 ريالات، بينما للصكوك 10 آلاف ريال». من جهته، قال نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة كسب المالية ابراهيم العلوان ل «الحياة» عن اليوم الأول لتداول الصكوك في السوق السعودية وأثره في سوق الأسهم: «سوق الأسهم حققت صعوداً كبيراً اليوم (أمس)، وهذا دليل على تأثير نفسي، نظراًً لوجود ترقب من المتداولين عندما لاحظوا وجود أموال دخلت إلى سوق الصكوك، ولكن الأموال كانت قليلة وهذا لم يؤثر في السيولة بسوق الأسهم». وأشار العلوان إلى الحاجة إلى وقت أطول لكي يبدأ الناس في التعامل مع هذا المنتج الجديد، خصوصاً أن عدد الصكوك قليل في السوق السعودية، متوقعاً أن تأخذ العملية بعض الوقت يصل إلى 6 أشهر، لكي تزيد الحركة على السوق الثانوية. وسجلت السوق السعودية أمس ارتفاعاً في مؤشر السوق بنسبة 2.59 في المئة، نتج عنه اختراق المؤشر لحاجز ال 6 آلاف نقطة، مستقراً عند 6094 نقطة. وتعتبر الصكوك والسندات قناة تمويلية مهمة تستخدمها الحكومات والشركات والمؤسسات لتوفير السيولة اللازمة لتمويل مشاريعها بكلفة منخفضة نسبياً، كما أن هذه الصكوك والسندات تقدم حماية لمحافظ المستثمرين باعطائهم القدرة على تنويع المخاطر بتوفير ادوات استثمارية ذات مخاطر أقل وعائد دوري آمن. ويتم تداول الصكوك والسندات عن طريق شركات الوساطة المالية المرخص لها، وباستخدام المحافظ الاستثمارية المستخدمة لتداول الأسهم، وتوفر هذه السوق خدمات رئيسية مثل الإدراج، إرسال الأوامر، تنفيذ الصفقات، المقاصة والتسوية، ونشر بيانات الأسعار. ويعتبر اطلاق هذه السوق خطوة مهمة في استراتيجية «تداول» نحو تنويع المنتجات المالية للمستثمرين بما يتوافق مع رغباتهم الاستثمارية.