فيما رفعت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حائل طلباً إلى الجهات المختصة بتشكيل لجنة ميدانية للبت بالموافقة على هدم منزل ساحر قبض عليه في حائل قبل نحو شهرين، بحسب مصدر في الهيئة، ويدور جدل واسع بين أهالي مدينة حائل حول المنزل الكائن في حي العزيزية الذي حوّله الساحر إلى مجموعة هائلة من الطلاسم السحرية، إذ عثر بداخلها المحققون على أسماء شخصيات سعودية شهيرة، منهم علماء دين وإعلاميون. وطالب عدد من أهالي حائل في وقت سابق بإزالة المنزل الذي يحتوي على أكثر من 100 ألف عبارة «طلسمية» وقرآنية كتبها الساحر على جدران منزله، وفي دورات المياه، خوفاً من أن تكون الطلاسم خطراً سحرياً لا يزال ساري المفعول. وكانت الجهات الأمنية بالتعاون مع الفريق المختص بمكافحة السحر في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة حائل، ضبطت مواطناً في منزله الذي أعده للسحر وتصنيع الخمور، وتمت معاينة المنزل فتبيّن أنه غطي تماماً بالكتابات الطلسمية، إذ تحوي عبارات قرآنية وأذكاراً في كل جزء من منزله حتى دورات المياه، كذلك وجد فيها كتابات قرآنية وألفاظ الجلالة بأحبار وألوان ودماء. وذكر المدير العام لهيئة حائل سليمان الرضيمان في بيان سابق أن الفريق المختص بمكافحة السحر بالتعاون مع قسم البحث والتحري في الشرطة وقوة المهمات، ضبط مصاحف ينام عليها الساحر كتب عليها كتابات، وفيها نجاسات، ووجد مصنع للخمور، وتمت إحالة الشخص إلى العدالة، مشيراً إلى أن الطلسم في المنزل يعد أكبر طلسم سحري تم العثور عليه في المملكة. واحتوت الطلاسم في بيت الساحر الواقع في حي العزيزية على أسماء لمشاهير في المجتمع السعودي. وتساءل مواطنون ما إذا كانت لهذه العبارات قوى مؤثرة؟ من جهته، قال الكاتب سعود البلوي إن ما نلاحظه في هذا الوقت تعلّق الناس بكل ماله صلة بالغيبيات كالسحر والعين والجن وأشياء أخرى، وهذا التعلّق نتيجة تراكمات ثقافية اختلط فيها الديني بالاجتماعي بالنفسي، ما أتاح فرصة كبيرة لبعض المستفيدين من أوهام الناس، ومثل هذه الأشياء تنتشر في الثقافات الأكثر تخلفاً. وأضاف البلوي: «في ما يتصل بصاحب الطلسم، فلا أعتقد أن الأمر له علاقة بقوى سحرية خارقة أكثر من اتصاله بأوهام أو حتى وساوس قهرية، وفعلياً على مستوى الواقع يوجد الكثير من الأوهام التي تستوجب من المجتمع زمناً طويلاً للوصول إلى مرحلة يتحقق فيه الوعي الفكري بين عامة الناس لنبذ هذه الخرافات.