أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، أن بلاده ماضية في استعادة جميع المعتقلين السعوديين في معتقل غوانتانامو، وعددهم 10، وذلك في ظل مستوى التعاون بين المملكة والولاياتالمتحدة الأميركية، فيما أكد ماتيو اولسن الذي يترأس وضع «وانتانامو» في إدارة أوباما: «أن عملية التسليم ناجمة عن إرادة حكومات أجنبية للمساعدة على إغلاق المعتقل». وقال التركي ل «الحياة» عقب تسلم المملكة 3 سعوديين من معتقل غوانتانامو أمس، أن مخالفة البعض ممن تمت استعادتهم خلال الفترة الماضية، وانضمامهم إلى تنظيمات إرهابية، أدت إلى صعوبات في الجهود التي تبذلها البلاد في عملية تسلم الموقوفين السعوديين في أي مكان في العالم، مشيراً إلى أن «تضافر جهود المملكة مع الولاياتالمتحدة الأميركية، نجحت في تسلم 3 سعوديين، يخضعون حالياً للأنظمة المعمول بها في المملكة». وأضاف: «أن الدور الأساسي الذي يمثله استمرار التزام من سبقت استعادتهم بالأنظمة والتعليمات، يساعد في عملية دعم الجهود لاستعادة المواطنين الموقوفين كافة خارج المملكة». ولفت الناطق الرسمي إلى أن الجهات المتخصصة أبلغت ذوي العائدين بوصولهم وهم: أحمد بن زيد بن سالم زهير، وخالد بن سعد بن محمد السيف، وعبدالعزيز بن كديم بن سالم العيلي، ووفّرت التسهيلات لأسرهم للالتقاء بهم. وأضاف: «أن المواطنين الثلاثة وصلوا إلى الرياض بطائرة سعودية مجهزة بطاقم طبي، استقبلهم بالفحوص الأولية فور صعودهم الطائرة في خليج غوانتانامو». وأعرب التركي عن ارتياح المملكة وتقديرها لمستوى التعاون الذي تبديه السلطات المتخصصة في الولاياتالمتحدة مع الجهود الرامية، إلى استعادة الموقوفين كافة في «غوانتانامو» من المواطنين السعوديين. من جهة أخرى، أوضح ماتيو اولسن الذي يترأس مجموعة العمل لمراجعة وضع «غوانتانامو» في إدارة اوباما، أن المعتقلين السعوديين الثلاثة الذي سُلّموا أمس إلى المملكة، سبق أن سويت أوضاعهم لنقلهم من الإدارة السابقة التي كان يترأسها جورج بوش. وقال اولسن لوكالة «فرانس برس»، إن الولاياتالمتحدة نقلت 9 معتقلين خلال هذا الأسبوع إلى برمودا وتشاد والعراق والسعودية، وذلك ناجم عن إرادة حكومات أجنبية في العمل بشكل وثيق مع الولاياتالمتحدة في هذه القضية المهمة والمساعدة على إغلاق معتقل غوانتانامو. وأكدت وزارة العدل الأميركية، أن كل معتقل ينقل إلى السعودية، سيخضع لدرس وضعه من السلطات القضائية في المملكة، قبل أن يخضع لبرنامج إعادة التأهيل والرعاية في المملكة، الذي يبقى فيه الموقوف تحت مراقبة الحكومة السعودية لبعض الوقت. وقالت الوزارة أن أكثر من 540 معتقلاً نقلوا من «غوانتانامو» منذ 2002 إلى 30 بلداً على الأقل، وتمت تبرئة عدد منهم وتسوية أوضاع آخرين للإفراج عنهم، لكن المسؤولين الأميركيين يواجهون صعوبة في إيجاد دول يمكن أن تأويهم كما في إيوائهم على الأراضي الأميركية. ووافقت بالاو الدولة الصغيرة الواقعة في المحيط الهادىء (الأربعاء) الماضي على استقبال المعتقلين الاويغور المعتقلين في غوانتانامو، إلا أن الولاياتالمتحدة أرسلت أربعة من هؤلاء (الثلثاء) الماضي إلى برمودا. من جهة أخرى، أوضح عبداللطيف العيلي شقيق العائد عبدالعزيز ل«الحياة»، أن أسرته تلقت اتصالاً فجر أمس من مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، يزف لهم خبر وصول ابنهم إلى أرض الوطن، وذلك بعد أن كانت الرسائل انقطعت ولم نتمكن من الاتصال معه عبر الصليب الأحمر الدولي. وقال عبداللطيف، إن مخالفة 10 من العائدين من غوانتانامو خلال الدفعات السابقة، وانضمامهم إلى جماعات إرهابية في تنظيم «القاعدة»، أوقعت في نفوسنا صعوبة عودة شقيقي إلى المملكة، لكن تضافر الجهود السعودية - الأميركية تغلبت على الصعاب، واستطاعت في استعادة عبدالعزيز واثنين من زملائه في المعتقل. وذكر شقيق العائد أن عبدالعزيز (34 عاماً) وصل إلى السعودية عائداً من أفغانستان مطلع التسعينات بعد انتهاء الحرب الأفغانية مع الاتحاد السوفيتي، ولم يستمر طويلاً، وعاد مرة أخرى إلى أفغانستان في حربها مع الولاياتالمتحدة الأميركية وقُبض عليه هناك، وأودع في سجن غوانتانامو.