واصلت موجة الغبار غزوها لمناطق سعودية عدة أمس (الأربعاء)، مسببة تعليق الدراسة في بعضها. وأثر تمركز منخفض جوي حراري فوق الكويت وجنوب العراق في طبقات الجو المنخفضة، بالتزامن مع اندفاع كتلة هوائية باردة قادمة من منطقة بلاد الشام، وعملت هذه العناصر الجوية على نشاط كبير في سرعة الرياح الغربية والشمالية الغربية السطحية، مثيرة للغبار والأتربة. توقع خبراء طقس استمرار الاضطرابات الجوية في السعودية إلى منتصف الأسبوع المقبل، ولم يستبعدوا تشكل حالات مطرية خلال الأسبوع المقبل تكون «أوسع مكاناً وأطول زماناً». وأوضحت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة في بيان أمس، أن موجة الغبار والأتربة المثارة أدت إلى تدني مدى الرؤية في الرياض وحوطة بني تميم والأفلاج وليلى والمحافظات المجاورة، وامتدت إلى السليل ووادي الدواسر، وسط توقعات بأن تشهد معظم مناطق المملكة انخفاضاً في درجات الحرارة. وقالت: «تجاهل تحذيرات الأرصاد من بعض مديري الجامعات والمناطق ما زال مستمراً، على رغم الجهود التي تبذل بالتنبيه المبكر قبل الدوام الدراسي بساعات، فالبعض لم يعلق وجازف بحياة منسوبي التعليم، ضارباً بالتحذيرات عرض الحائط». وأعلنت «الأرصاد» عن انذار متقدم في الخرمة وتربة ورنية التي تشهد عاصفة أتربة مثارة تسببت في انعدام الرؤية، بسبب استمرار النشاط في الرياح السطحية، واستحوذت مكةالمكرمة على أعلى درجة حرارة في السعودية، إذ وصلت إلى 33 درجة مئوية، فيما كانت أدناها في عرعر وطريف وتبوك، ووصلت إلى 6 درجات مئوية، وحافظت جدة على صدارة نسبة الرطوبة في المملكة بواقع 90 في المئة تليها الدمام 80 في المئة. وبينت أن الانخفاض في درجات الحرارة سيستمر على المناطق الشمالية والغربية ومنطقة القصيم مصحوبة برياح شمالية نشطة مثيرة للأتربة والغبار تؤثر في مدى الرؤية الافقية وتستمر الرؤية غير الجيدة على منطقتي الرياضوالشرقية، لتأثرهما برياح شمالية إلى شمالية شرقية نشطة مثيرة للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من كيلومترين مع انخفاض درجات الحرارة، ويمتد تأثيرها إلى منطقة نجران والاجزاء الشرقية من عسير، ويتوقع تكون الضباب على المنطقة الشرقية، فيما يصل انعدام الرؤية إلى مسافة كيلومتر على الزلفي والغاط. بدوره، أوضح رئيس لجنة تسمية الحالات المناخية أستاذ المناخ في قسم الجغرافيا بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند أن المملكة تعيش «اضطرابات جوية شبه عنيفة»، بدأت الاثنين الماضي، وستستمر بحسب التوقعات حتى منتصف الأسبوع المقبل. وأضاف المسند: «أن هناك رياحاً نشطة مع غبار، وأيضاً توجد سحب وأمطار واختلاف في درجات الحرارة بين ارتفاع وانخفاض، وبالتالي قد يعيش الناس الفصول الأربعة خلال 24 ساعة»، متوقعاً أن تستمر الرياح المثيرة للغبار، والآن الجبهة الباردة مقبلة إلى المنطقة الوسطى. وأشار المسند إلى أن الرياح لن تهدأ إلا اليوم (الخميس)، متوقعاً حالة مطرية «أوسع مكاناً وأطول زماناً، تؤثر على المناطق الشمالية، بما فيها منطقة المدينةومكةوالقصيم والجوف وتبوك، والمنطقة الشمالية، وأجزاء من شمال الرياضوالكويت وشمال الشرقية». وأضاف: «تبدأ الخميس، وتستمر إلى الجمعة والسبت، وهي ذروة الحالة»، لافتاً إلى أن هناك أمطاراً متوسطة إلى شبه غزيرة على مناطق محددة إلا إذا تغيرت التوقعات. بدوره، أوضح محلل الطقس تركي الجمعان أن السبب وراء الحالة هو تمحور منخفض جوي شديد على قبرص وسيناء بفعل نشاط قوي للتيارات الشبه الاستوائية على إيطاليا مسبباً انحداراً للمنخفض، وحالة غزيرة من عدم الاستقرار. ويصاحب المنخفض موجات من الغبار خصوصاً الوسطى، والمدينةالمنورة، ومكةالمكرمة، وحائل، نتيجة عبور الرياح الجنوبية. من جهته، وصف الباحث في شؤون الطقس والمناخ عضو لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة في المملكة عبدالعزيز حمد الحصيني حالة الطقس أنها تبدأ بموجة غبارية، ثم يعقبها حالة ممطرة خلال الأسبوع المقبل، موجهاً نصيحته إلى المصابين بالحساسية والربو من سكان العاصمة الرياض بعدم الذهاب إلى المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية خلال اليومين المقبلين. وتوقع الحصيني انخفاضاً ملحوظاً في درجات الحرارة على مدينة الرياض يراوح هذا الانخفاض بين أربع إلى سبع درجات مئوية، مشيراً إلى أن درجات الحرارة العظمى في الرياض بلغت 36 درجة مئوية يوم الثلثاء الماضي. وأضاف: «يرافق هذا الانخفاض غبار متوقع من خفيف إلى متوسط يترسب الغبار تدريجياً مع بقاء عوالق ترابية».