هل يذكر القارئ مخطوطات البحر الميت؟ هي 972 نصّاً كتبت على رقاق من جلد غزال او ورق البردى، وعثر عليها بين 1947 و1956 في 11 كهفاً قرب غرب البحر الميت. المخطوطات مكتوبة باللغات العبرية والأرامية واليونانية، وهي أظهرت ان الاحداث المسجلة في ما ترجم منها تتناقض مع روايات، او خرافات، التوراة والى درجة ان العمل في ترجمتها توقف في وقت لاحق. عادت المخطوطات الى ذاكرتي وأنا أقرأ عن 70 نصاً مكتوبة على مجلدات صغيرة عثر عليها حيث تلتقي حدود سورية والاردن وفلسطين قرب بحيرة طبريا، وهي تعود الى بداية العهد المسيحي، وربما كتبت في حياة السيد المسيح. لجأت الى كتاب الدكتور وليد الخالدي «كي لا ننسى» عن مدن فلسطين وقراها وأرضها، وحاولت ان أعثر على الاماكن التي وجدت فيها النصوص، وعثرت على بعض، ولم أجد بعضاً آخر، وخفت ان أخطئ لأن الموضوع يحتاج الى عالم آثار متخصص لا صحافي، وتوقفت. أكتفي اليوم بتسجيل ملاحظة سريعة هي ان الآثار المسيحية والإسلامية في فلسطين موجودة ومعروفة، ولكن لا آثار يهودية، وعندما عُثِر على مخطوطات البحر الميت تبين انها تناقض نصوص التوراة. أزعم ان تاريخهم مزور يروج له لصوص. وأكمل بأخبار أخرى: - في كل سنة في مثل هذا الوقت أُدعى لحضور مؤتمر اعلامي في كازخستان، فأعتذر لأنني لا أعرف أحداً في البلد، ولا فكرة لي عن المشاركين. قبل أيام كنت أقرأ عن الخلاف المستمر بين الرئيس نور سلطان نزارباييف وطليق ابنته راخات علييف، فقد وصل الى الولاياتالمتحدة، والطرفان جندا شركات لوبي وأقحما البيت الابيض والكونغرس في خلافهما. ربما ما كنت قرأت الخبر الى نهايته لولا ذلك المؤتمر الذي لا أحضره. وفوجئت بعد ذلك بوجود زاوية عربية أميركية له فقد جند علييف شركة لوبي صغيرة بين مديريها تانيا رحال، أخت عضو الكونغرس نِك رحال، وهو ديموقراطي من فرجينيا الغربية، وصديق للنائب داريل عيسى، وهذا جمهوري من كاليفورنيا، وكلاهما من أصل لبناني، والشركة تدافع الآن عن قريب لعلييف اسمه دفنشي حوراني الذي صودرت شركة نفط يملكها في كازخستان. حوراني اسم عربي أيضاً، ورئيس بلدية مرجعيون هو الصديق أمل حوراني. وحتى إشعار آخر المستفيد الوحيد من الخلاف بين الرئيس وصهره السابق هو شركات اللوبي الاميركية. - أبقى في أميركا فوكالة الاستخبارات المركزية نشرت وثائق تعود الى العامين 1917 و1918 تتضمن بعض أسرار المهنة، ويمكن قراءة نصوصها على موقع حرية المعلومات الحكومي. وجدت ست وثائق أطرفها «روشتة» لصنع الحبر غير المرئي، وبعدها وثيقة تعلم رجال مصلحة البريد الاميركية كيف يكتشفون الرسائل المكتوبة بالحبر غير المرئي، او السري. وقرأت عن خلطة كيماوية لفتح الرسائل من دون تمزيقها، والشرط الوحيد ان لا يتنشق الجاسوس ما يطبخ من مواد كيماوية. وهي كلها بتصرف اي جاسوس محتمل. - الكاتبة الاردنية احسان الفقيه ردت في شكل لاذع على صحافي كويتي كتب مقالاً عنصرياً عن انضمام الاردن الى مجلس التعاون الخليجي، والدكتور محمد المسفر كال له الضربة القاضية في مقال مماثل. العرف الصحافي، كما تعلمته وأمارسه في لندن، هو ان من حق الكاتب ان ينتقد شخصاً او أشخاصاً فهذا رأي، ولكن لا يحق له ان ينتقد شعباً بكامله فهذه عنصرية يحّرمها القانون. لذلك فأنا أنتقد «ليكوديين» بأعنف كلام ممكن ولكن لا أنتقد اليهود، وعندما انتقدت 36 شخصية عشائرية وبياناً لها تعمدت ان أمتدح العشائر لأن انتقاد الشخصيات رأي وحق لصاحبه أما انتقاد شعب بكامله فيعاقب عليه القانون. هي نقطة مهمة في العمل تظهر الفارق بين محترف و «حمار في الصحافة يدعيها / كدعوى آل حرب في زياد». [email protected]