طوت بلدة العوامية (في محافظة القطيف) أمس (الثلثاء)، صفحة أخرى، متجاوزة الأحداث المأسوية التي عاشتها سنوات في ظل مجموعات إرهابية استوطنت أزقة مسورتها، لكن وسط البلدة شهد أمس وضع أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبدالعزيز، حجر الأساس لمشروع «وسط العوامية»، في حضور أمين المنطقة فهد الجبير، وعدد من قيادات ومسؤولي الجهات الحكومية. فيما علمت «الحياة» أن المشروع سيتم الانتهاء منه خلال عام. وأعرب أمير الشرقية عن سعادته بوضع حجر الأساس للمشروع، وقال في تصريح صحافي إثر الحفلة: «أنا سعيد بأن أضع حجر الأساس لمشروع وسط العوامية، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، الذي يحرص على الاهتمام بجميع جوانب التنمية في جميع ارجاء البلاد، وكذلك مواكبة التطور في جميع القرى والمحافظات». وأضاف «أنا أكثر الناس سعادة بالمشروع، الذي أخذ وقتاً كبيراً في الإعداد، وها هو اليوم يتحقق على ارض الواقع»، مشيراً الى أن المشروع يهدف إلى «رفع وتطوير وسط العوامية ومواكبتها النهضة العمرانية في محافظة القطيف، «وأحب أن أزف التهنئة والبشرى لأبناء العوامية بأن هذا المشروع هو بداية لحزمة من المشاريع الخدمية المقبلة، والتي ستشهدها البلدة، وأود أن أقول لجميع أبناء العوامية: تستحقون هذا وأكثر». ويعتبر المشروع، المستوحاة فكرته من التاريخ الغني والثقافة التراثية المعمارية، التي تمتاز بها محافظة القطيف التاريخية، من أهم المشاريع التنموية العمرانية التي تشهدها المحافظة، وتشرف عليه أمانة الشرقية في شكل مباشر في جميع مراحل تنفيذه. ويقام المشروع على مساحة 180 ألف متر، ويتضمن معالم معمارية توفر خدمات عدة ثقافية وسياحية لخدمة سكان وزوار القطيف، ليصبح معلماً في حد ذاته وقلباً نابضاً بالحياة. وبحسب التفاصيل التي اطلعت عليها «الحياة» فإن المشروع يشمل التخصصات المتعددة من تحليل الموقع والتصميم وهندسة المباني والمخطط العام، إذ تم تطوير المخطط العام والمساحات المزروعة للمشروع، لتأخذ الزائر في رحلة تجمع الماضي والحاضر والمستقبل، فيما تم تنسيق الموقع المستوحى من البيئة الزراعية للقطيف، فتجمع بين أشجار النخيل، والشجيرات الملونة والمناطق الخضراء، وتحوي جلسات للاستجمام وللأنشطة الترفيهية وملاعب للأطفال، وممرات للتنزه في الهواء الطلق. ووظفت في المشروع عناصر عدة، من خلال التصميم الخارجي، ومنها المعالم التاريخية، مثل: الأبراج، وعيون الماء القائمة التي ربطت ببعضها بواسطة قنوات تحاكي المستخدم قديماً للري، واستخدمت المواد الطبيعية، مثل الخشب والصخور، لاستحداث بيئة تراثية تعيد إلى الأذهان ذكريات سكان القطيف، إضافة إلى إبراز العيون، من خلال بناء هياكل تقليدية عليها لتسهيل التعرف عليها، بينما صممت الأبنية المختلفة في المشروع، بوظائفها المختلفة في الموقع لتربط المخطط بأكمله. ومن أهم المباني في المشروع: الأبراج، والسوق الشعبية، والمركز الحضاري الذي تتوسطه الساحة المركزية والمصممة لاستيعاب الأحداث الكبرى، مثل اليوم الوطني واحتفالات العيد. وتم إنشاء المركز في قلب المشروع، ويتكون من ثلاث مبان، تجمع بينها مظلة ضخمة تغطي الساحة الرئيسة، ويتضمن أيضاً مكتبة، وقاعة مؤتمرات، ومعارض. أما الأبراج، وهي من أبرز المعالم في المشروع، فصممت لتكون مراجع بصرية، تذكر الزائرين بوجهتهم. وهي مقتبسة من أبراج قلعة تاروت في القطيف. وتمتاز الأبراج بحوائطها الطينية السميكة ذات النوافذ الضيقة. ويحوي المشروع البيت الشعبي، إذ تم تصميمه باستخدام مواد أصلية وبأسس تقليدية. يتوسطه فناء داخلي، تميزه الجدران السميكة والنوافذ الصغيرة الضيقة. ويحيط بالفناء ممر مظلل بالعوارض الخشبية، ومحاط بالأقواس من الجانبين. وتمتد السوق الشعبية على طول الطريق المؤدي الى الساحة المركزية، وتتكون السوق من سبعة مبان مختلفة الأحجام، في كل منها وحدات منفصلة تتكون من طوابق عدة، أعدت للاستثمار من البائعين، ويضم بعضها شرفات مفتوحة متعددة الاستخدامات مثل: المقاهي، واستراحات الزائرين، وأماكن لعرض البضائع.