مرّ «اليوم العالمي للامتناع عن التدخين»، أمس، دون أن ينتبه له أكثر من ستة ملايين مدخن ومدخنة في السعودية، التي بلغت وارداتها من التبغ نحو 12 بليون ريال. وعلى رغم الدعوات التي تطلقها «جمعية مكافحة التدخين» لمقاطعته، إلا أنها لم تستغل المناسبة، التي تصادف 31 من شهر أيار (مايو) من كل عام، لزيادة أعداد المقلعين عن التدخين، عبر الفعاليات التوعوية. فحتى من فكر من المدخنين في استغلال المناسبة للتواصل مع الجمعية، للحصول على مساعدة تدفعه إلى ترك «السيجارة»، لم يجد رداً من منسوبي الجمعية، إذ حاولت «الحياة» الاتصال على أرقام مكاتبها في كل من الرياض والدمام، ولكن دون مُجيب على اتصالاتها المتكررة. ولم يقتصر عدم الرد على الرقم الموحد، إنما طال الأرقام كافة، بما فيها الاستعلامات، وكانت العبارة الوحيدة التي تلقتها عبر شريط مُسجل «الشخص المطلوب غير متاح». وآثر مدخنون الاحتفال بصمت مع سجائرهم، من دون بهرجة. فيما لم يسمع كثير منهم بتخصيص يوم عالمي للامتناع عنه. ويقول محمد إبراهيم: «إن يوم الامتناع عن التدخين يمر كغيره من الأيام»، معتبراً الوقت الوحيد الذي يمكن الامتناع فيه عن التدخين «حين نكون نائمين، أو صائمين في شهر رمضان المبارك». وينتمي إبراهيم، إلى ستة ملايين مدخن سعودي. إلا أنه «لا جمعية تمثلنا. كما أن القضاء لا يكترث إلى ما تؤول إليه صحتهم»، في إشارة إلى رفض أول قضية، رُفعت ضد شركة تبغ قبل عام. ويضيف «حتى وزارتي المالية والصحة، لا يبدو أنهما جادتان في دعم جهود رفع الرسوم على واردات التبغ». ويرى إبراهيم، في بدائل التدخين، مثل العلكة أو شرائح النيكوتين، «ترويج لمنتج تجاري لا أكثر»، لافتاً إلى أن ترك التدخين «يعتمد على الإرادة، لكنني لن أتركه الآن، على رغم أن لدي رغبة في ذلك، لكني لن استخدمها». وشهدت السنوات الخمس الأخيرة، ارتفاع نسبة التدخين بين النساء، حتى أنهن صرن ينافسن الرجال. وكشف تقرير أصدرت «الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين» في مكةالمكرمة، عن «تجاوز نسبة المدخنات 5.7 في المئة. وبلغ عددهن مليوناً و100 ألف مُدخنة». وأدى تزايد عدد النسوة المدخنات، إلى احتلال المملكة المرتبة الثانية خليجياً، والخامسة عالمياً». وأظهر جرد أولي، أن المدخنين في السعودية، يستهلكون 40 ألف طن من التبغ سنوياً، وينفقون نحو 12 بليون ريال. ويُشعل كل مدخن 2130 سيجارة سنوياً. فيما بلغ الإنفاق اليومي على التدخين 18 مليون ريال. ولا يبدو أن ارتفاع عدد الوفيات بين المدخنين عالمياً، تسبب لهم قلقاً، إذ توقعت أن يشهد العام 2020، موت 10 ملايين شخص سنوياً، ويبلغ نصيب دول العالم الثالث من هذه الوفيات 70 في المئة. ويتميز عالم المدخنين بالتنوع العمري والفئوي والتعليمي، إذ سجل قطاع الأطباء والعاملين الصحيين، وطلاب كليات الطب، نسبة 30 في المئة من المدخنين. وتراوحت نسبتهم بين طلاب المدارس الثانوية، بين 15 إلى 27 في المئة. فيما تبلغ نسبة البالغين 35 في المئة، والمراهقين 40 في المئة. ويساهم المدخنون في تكليف موازنة الدول الخليجية الصحية، أكثر من 15 في المئة. فيما قدر الأمين العام لجمعية مكافحة التدخين سليمان الصبي، خسائر السعودية بما يتراوح بين خمسة وسبعة بلايين ريال، بمعدل مليون ريال لكل مريض. وذكر أن «نسبة أمراض السرطان الناتجة عن التدخين بلغت 40 في المئة».